قال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا فضل لأحمر على أسود، ولا لعربي على عجمي إلاّ بتقوى الله، أنتُم من آدم، وآدم من تراب'' أخرجه أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لَيَنْهَيَنَّ أقوام عن الفَخر بآبائهم أو ليكونُنَّ أهونَ على الله تعالى من الجُعلان'' أخرجه الترمذي وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال حديث حسن غريب. فالفضل والكرم بالتّقوى لا بالنسب، كما قال تعالى: ''.. إنَّ أكْرَمَكُم عند الله أتْقَاكُم ...'' الحجرات13، ولو أنّ الإنسان كان من اتقى النّاس وأعلمهم وأعبدهم، ثمّ تكبَّر على النّاس وافتخر عليهم لأحبط الله تقواه وأبطل عبادته، فكيف بالجاهل المخلِّط الّذي يتكبَّر على النّاس بتقواه وصلاح غيره من آبائه وأجداده! فهل هذا إلاّ جهل عظيم وحمق فظيع؟! إنّ الخير كلّه في التّواضع والخشوع، والخضوع لله، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن تواضَع لله رَفعه، ومن تكبَّر وضعَه الله'' رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد والبزار رجال الصّحيح. وإنّ حُبَّ الخمول والاختفاء وكراهية الشّهرة والظهور لمِن أخلاق صالحي المؤمنين والرّضا بالدُّون من المجلس، ومن اللباس والطعام وسائر أمتعة الدنيا لكذلك أيضًا، فاحرص أيُّها المؤمن على ذلك.