انتهت رحلة لحام، منتصف الأسبوع، وراء القضبان، وهو الذي كان يظن بأنه بعيد كل البعد عن الشبهات. لكن الذي لم يكن في حسبانه هو الذي وقع، حيث طلب منه عناصر الأمن مرافقتهم إلى مركز الشرطة لسماع أقواله، في عملية السطو التي استهدفت مكتبا بريديا بحي تريولي بباب الوادي يوم الفاتح ماي الجاري، موازاة مع انشغال الشارع العاصمي بمباراة نهائي كأس الجمهورية بين فريقي اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر. المتهمون الرئيسيون في عملية السطو أودعوا، الإثنين الماضي، الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي، فيما يوجد شريكهما الثالث في حالة فرار. وبالعودة إلى تفاصيل القضية، فإن المتهمين الثلاثة، وأحدهم حرفي يعمل في التلحيم، وهو العقل المدبر والمتهم الرئيسي في القضية، كان على دراية بمداخل المكتب البريدي، حيث سبق له أن أشرف على تصليحات به، وهو ما دفعه للقيام بالعملية بعد استنساخ مفتاح باب النجدة الخلفي ومراقبة المكان طيلة ثلاثة أيام. كما أنه استغل فرحة أنصار الفريق المتوّج بكأس الجمهورية ليدخل مكتب البريد، حيث قام بإحداث ثقب بالخزانة الفولاذية مستعينا بأدوات مخصصة لذلك، واستولى على مبلغ 055 مليون سنتيم، ليسلمه لشريكه بغية إخفائه، هذا الأخير سلم بدوره المبلغ المالي لشخص ثالث مسبوق قضائيا، وهو محل بحث من قِبل المحققين لإيقافه واسترجاع المبلغ.