سياسيون يتحاشون "مرض الرئيس" لدواع إنسانية الصحافة الفرنسية تثير إشكالية خليفة بوتفليقة قبل انتهاء عهدته علمت ”الفجر” من مصادر مطلعة، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يخضع لعلاج من وعكة صحية مفاجئة، كلّف وزيره الأول عبد المالك سلال بالقيام بكامل صلاحياته الدستورية مؤقتا. وعلى هذا الغرض يكون سلال قد عقد، أمس الأول، في ساعات متأخرة اجتماعا مع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس البرلمان محمد العربي ولد خليفة إلى جانب كبار إطارات الدولة. يتولى الوزير الأول عبد المالك سلال القيام بمهام رئيس الجمهورية على إثر الوعكة الصحية المفاجئة التي تعرض لها الرئيس بوتفليقة، أمس الأول، ما استدعى نقله على جناح السرعة للاستشفاء بالمصحة الطبية الشهيرة ”فال دوغراس” بالعاصمة الفرنسية باريس. وتم لهذا الغرض حسب مصادر ”الفجر”، عقد اجتماع في ساعات متأخرة بين الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي عاد مباشرة من زيارته الميدانية لولاية بجاية، وضم الاجتماع حسب المصادر نفسها كبار مسؤولي المؤسسات الدستورية منهم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والدكتور العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني. وسيتولى الوزير الأول رسميا أول مهام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، غدا، بالإشراف على احتفاليات كأس الجمهورية لأندية كرة القدم والفرق العسكرية بالمركب الرياضي ل 5 جويلية. يذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلف عبد المالك سلال منذ وصوله إلى قصر الدكتور سعدان في ماي الماضي خلفا لأحمد أويحيى ببعض مهامه، منها الزيارات الميدانية للولايات التي كان يقوم بها بوتفليقة قبل 2012. وكذا تمثيله بالمحافل الدولية، آخرها اجتماع رؤساء دول جامعة الدول العربية بقطر، وكذا الإشراف على تنصيب اللجنة الوطنية لصياغة مشروع الدستور الجديد بقيادة الأستاذ بوكردون، وهو أكبر دليل على الثقة التي يحظى بها سلال لدى الرئيس بوتفليقة، خاصة وأن سلال تولى إدارة الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المرشح بأغلبية مطلقة في 2004 ثم 2009. رشيد. ح فيما يؤكد سلطاني أن الدولة بالمؤسسات لا بالأشخاص سياسيون يتحاشون ”مرض الرئيس” لدواع إنسانية رفضت جلّ الأحزاب السياسية الخوض في موضوع صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي نقل على جناح السرعة إلى ”فال دوغراس” العسكري بفرنسا بعد تعرضه لإصابة دماغية منتصف نهار، أمس الأول، متحججة بأمور أخلاقية وإنسانية رغم أن الظروف التي تعيشها البلاد، سيما الإقليمية منها تثير مخاوف الشعب كثيرا، الذي ينتظر ما ستؤول إليه الأمور. تفاجأ الشعب الجزائري بإعلان الوزير الأول عبد المالك سلال إصابة الرئيس بوعكة صحية بعد أن كانت صحة الرئيس من الأمور المسكوت لسنوات طويلة، تغذيها فقط الإشاعات وأحاديث الإعلام الأجنبي، الذي لا يفوت فرصة إلا ويتحدث عن الشأن الجزائري بكثير من الرسائل المشفرة، وفي وقت كان الشعب يتساءل فيه عن سر الإفراج عن معلومات بخصوص صحة الرئيس رفضت كثير من الأحزاب الخوض في الموضوع، رغم أن السؤال لم يكن ينطوي على أي إحراج فقط معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر في حال ثبت فعليا عجز الرئيس عن ممارسة مهامه الدستورية، بالنظر إلى طبيعة الإصابة. قال الأمين زعيم حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، في اتصال مع ”الفجر” أمس، إن الأمنية التي يتقاسمها مع غالبية الشعب أن يتعافى الرئيس بوتفليقة، ويعود لممارسة مهامه بشمل طبيعي، مؤكدا أن مرضه وثبوت عجزه فعليا سيؤثر بلا شك جزئيا في تسيير الدولة، كما سيؤثر كثيرا على العواطف الشعبية نظرا لمكانته عند الجزائريين، لكن الجزائر قبل كل شيء بلاد يسيرها شخص واحد فقط ممثل في الرئيس بل هي دولة مؤسسات، وبعد 50 سنة من الاستقلال ومع وجود قوانين لم يعد الإشكال قائما، و”لا داعي للتهويل لأن الشعب ناضج”. وشدد المتحدث أنه أمام هذا الظرف الإنساني الذي يمر به الرئيس بوتفليقة لا نملك إلا الدعاء له بالشفاء أما غيره من الإشكاليات فهو مفروغ منها لأن الدستور فصل في الأمر. وإن أبدى الرجل الأول في حمس بعض الليونة في الحديث عن مرض الرئيس فإن نائب البرلمان عن حزب العمال، رمضان تعزيبت رفض الخوض في الموضوع جملة وتفصيلا، لأن الأمر غير أخلاقي حسبه، ورغم إصرارنا لمعرفة مواقف حزب العمال لما ستكون عليه الأوضاع في حال ثبت فعلا عجز الرئيس عن ممارسة مهامه، إلا أن النائب شدد على أن الأمر ”سابق لأوانه”. من جهته، تحجج الناطق الرسمي باسم النهضة محمد حديبي بالظرف الإنساني في رفضه الحديث عن الموضوع، معربا عن أمله في شفاء بوتفليقة لأنه رأس الدولة والجزائر تعرف حاليا تحديات داخلية وخارجية كبيرة، وعلينا ألا نستبق الأحداث وأن ننتظر لنعرف ما ستؤول إليه الأمور لنعرف ماذا نفعل”، وإن كان موقف الناطق الرسمي يكتنفه الكثير من الغموض فإن مصادر داخل الحزب رفضت الكشف عن هويتها أكدت أن الأمين العام للحركة، فاتح ربيعي استدعى مكتب الحركة لاجتماع طارئ، أمس، لدراسة مستجدات الساحة الوطنية ومنها الإعلان المفاجئ لمرض الرئيس، ومن الأمور الممكن مناقشتها الدعوة إلى حل البرلمان وإعادة تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية. ولم يكن القانونيون وفقهاء الدستور أكثر جرأة على الخوض في الموضوع من السياسيين، رغم أن بعضهم أجاب عن اتصالنا ليتهرب من الإجابة بمجرد معرفة أن الموضوع يتعلق بمرض الرئيس، ليبقى الدستور المتنفس الوحيد لمعرفة من سيقود البلاد في حال قدر الله أن يصاب الرئيس لا قدر الله بعجز، حيث تؤكد المادة 88 من الدستور أنه ”إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع، ويُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/3) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة الذي يمارس صلاحياته مع مراعاة أحكام المادة 90 من الدستور، وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء خمسة وأربعين (45) يوما، يُعلَن الشغور بالاستقالة وجوبا حسب الإجراء المنصوص عليه في الفقرتين السابقتين وطبقا لأحكام الفقرات الآتية من هذه المادة. فاطمة الزهراء حمادي متابعة دولية لوضع الرئيس الصحي الصحافة الفرنسية تثير إشكالية خليفة بوتفليقة قبل انتهاء عهدته تناولت الصحافة الفرنسية، أمس، الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، من خلال التركيز على نقطة الخلافة، سيما وأن آجال انتهاء عهدته محددة بسنة 2014، فيما توسعت أخرى لنقل الموقف الرسمي الفرنسي الذي اعتبر الحديث عن مرض الرئيس عيبا، وأنه من الأسرار الطبية المهنية التي لا يمكن الجهر بها للصحافة، أما بالجزائر فقد تدفقت تعليقات الموطنين بالفايس بوك، بين التطرق لإنجازات الرئيس وبين الدعاء له بالشفاء. الصحافة الأجنبية، لم تترك خبر مرض الرئيس يمر مرور الكرام، وفي مقدمتها الصحافة الفرنسية ، باعتبار أن الرئيس الفرنسي يتلقى علاج بأهم مستشفى عسكري بفرنسا. وحسب موقعي ”أر تي أل” و”لو باريزيان” الفرنسيين، فرئيس الجمهورية انتقل، مساء أول أمس، إلى باريس، نقلا عن الصحفي الفرنسي جورج برونيي، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات، عن مرض الرئيس بوتفليقة في يوم مرضه، وأفادت من جهتها صحيفة لوباريزيان الفرنسية على موقعها الإلكتروني أنه ”تم نقل الرئيس الجزائري بوتفليقة للعلاج في مستشفى فال دوغلاس العسكري بباريس، بعدما أحس بوجع، وسط تطمينات من الحكومة بأن حالته مستقرة”. كما تناول موقع ”سويس انفو” السويسري خبر مرض الرئيس ونقل أخبار مرضه، لكنها معتمدة في ذلك على تصريحات الوزير الأول، عبد المالك سلال من ولاية بجاية عندما نقلت عنه بأنه ليس في حالة خطيرة، كما أعطى الموقع السويسري المعروف الحياد الإعلامي والموضوعية الكبيرة، برقية الوكالة التفاصيل التي أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية بشأن مرض الرئيس. وذكّرت الوكالة بالمسار الذي قام به رئيس الجمهورية منذ توليه الرئاسة سنة 1999، ثم إعادة انتخابه سنة 2004، وبعدها توليه عهدة ثالثة سنة 2009، معرجة على العملية الجراحية التي أجراها الرئيس سنة 2005، بباريس إثر مشكل بمعدته. وقالت الوكالة إن الرئيس كان قد تطرق سنة قبل ذلك إلى بأنه كان مريضا جدا ونقلت عنه ”يجب أن يتوقفوا عن الحديث عن صحتي”، وهذا دون أن يفصح عن ما إذا كان قد كانت لديه نوايا في تولي عهدة أخرى أم لا. موقع ”مترو فرانس”، الذي يتابعه الكثير من المواطنين الفرنسيين بالأنترنت والمغتربين تناول أيضا مرض الرئيس، ونقل أن حالته الصحية تتجه نحو الاستقرار وأجرى مقارنة مع حالة مرض الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ومتابعة الملف الصحي بشكل سري من طرف الفرنسيين. جريدة ”الاكسبريس” فضلت تناول المرض من ناحية من سيخلف الرئيس بوتفليقة في حالة وفاته، مشيرة إلى آجال انتهاء عهدته سنة 2014، ونقلت الجريدة تصريحا لوزير الدفاع الفرنسي، امتنع فيه عن إعطاء أي تفاصيل بشأن مرض الرئيس بوتفليقة وصحته، من باب الاحتفاظ بالسر المهني الطبي. وقال إن السلطات الفرنسية تلتزم بإخطار الحكومة الجزائرية عن أخبار رئيس لبلد كبير مثل الجزائر، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية هذا التصريح الذي تناقلته بدورها عدة عناوين أخرى. ومن جهتها ركزت وكالة الأنباء الفرنسية في تناول مرض الرئيس بالتطرق إلى عهدات الرئيس الثلاثة وسيما الأخيرة التي ستختتم سنة 2014. المواقع العربية هي الأخرى تناولت الخبر نقلا عن ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، الأمر الذي جعل الأخبار التي تنشر بعيدة عن التهويل في أغلب الأحيان. أما إذاعة الصين الدولية، فقد تناولت الخبر على أن الرئيس بوتفليقة تنقل إلى باريس من أجل إجراء تحاليل طبية، وبالموضوعية نفسها وبعيدا عن التهويل تناولت وكالات أخرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي” و”اورو نيوز”، ومواقع تلفزيونية فرنسية مثل ”تي اف 1” و”فرانس 2” الموضوع بكل مهنية.