عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا أحد أغيَر من الله عزّ وجلّ، من أجل ذلك حرّم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحبّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النّبيّين مبشّرين ومنذرين'' رواه البخاري ومسلم. ''لا أحد أغْيَر من الله عزّ وجلّ''، أي أنّ الله تعالى شديد الغيرة على عباده، لا أحد أشدّ منه غيرة عليهم. ''من أجل ذلك حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن''، أي أنّه عزّ وجلّ إنّما حرم الفواحش غيرة على عباده، وحفظًا لمصالحهم. ''ولا أحد أحبّ إليه المدح من الله''، أي لا أحد أشدّ حبًّا للمدح والثناء الصادق الصحيح من الله تعالى. ''من أجل ذلك مدح نفسه''، أي ومن أجل ذلك أثنى على نفسه بنفسه، ليعلّم عباده كيفية الثناء عليه. ''ولا أحد أحبّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النّبيّين مبشّرين ومنذرين''، أي لو لم يكن الإعذار وبلوغ الحجّة وقيامها على العباد محبّبًا إلى الله عزّ وجلّ، لمّا أرسل الرسل وأنزل الكتب، فإنّ الله، عزّ وجلّ، بإنزاله الكتب وإرساله الرّسل، قد أقام الحجّة على جميع العباد.