حمّلت عميد أول للشرطة، خيرة مسعودان، رئيسة مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني أول أمس، الأولياء مسؤولية الأخطاء والجرائم التي يقع فيها أبناؤهم، وقالت إن استقالة الأولياء من أدوارهم أدت إلى جنوح فئة واسعة من المراهقين، ما بات يهدد المجتمع. وكشفت مسعودان عن بلوغ عدد المراهقين المتورطين في الجرائم أزيد من 7000 حالة خلال السنة الماضية وأزيد من 2438 حالة خلال الربع الأول من 2013، تورطوا في مختلف أنواع الجريمة من سرقات واعتداءات. وقالت إن أغلب الأحداث لا تتعدى أعمارهم ال13 سنة، وهو ما يؤكد، حسبها، الخلل الحاصل على مستوى الرعاية السارية، مبرزة أن ولايات العاصمة ووهران وعنابة على الترتيب، تعتبر من بين الولايات الأولى التي تشهد جنوح الأحداث وتعرف معدلا كبيرا للإجرام. وأشارت مسعودان، في تصريح ل"الخبر”، على هامش اليوم الدراسي حول عوامل تكامل إصلاحات المنظومة التربوية والطموحات الأسرية في تربية المراهق الثانوي، إلى تورط أزيد من 375 مراهق في المتاجرة بالمخدرات خلال 2012 وتورط 125 حالة خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية. وترى مسعودان أن جنوح الأحداث تغير عن فترة الثمانينيات، حيث تعرف الجرائم المرتكبة تطورا ملموسا من حيث الوسائل المستعملة في الجرم والتي باتت تتميز بالحداثة، “كما أصبحت الجرائم ترتكب بطرق بشعة وباستعمال فنيات خاصة للتلذذ بألم الغير، على غرار الجرائم التي كانت تبث عبر الأفلام فقط في فترة ماضية”، ومن أمثلة ذلك أفصحت مسعودان عن قيام بعض المراهقين بارتكاب جرائم اغتصاب وقتل باتباع فنيات التنكيل وتصويرها بالكاميرات الرقمية لهواتفهم النقالة لتداولها بين أقرانهم للتباهي بها، وهو ما دفع الجهات الوصية إلى التحرك، تضيف، من أجل تكوين ضباط شرطة متخصصين في علم الإجرام لمعالجة هذه القضايا ومحاولة حصرها. وانتقدت مسعودان لا مبالاة المواطن وتصرفه في إطار ثقافة “اخطي راسي”، ما جعل الجريمة تنتشر في المجتمع، حيث “بات بعض المواطنين يشاهدون السارق أو القاتل وهو يرتكب جرمه دون أن يتدخلوا”.