أشار مسؤولون ودبلوماسيون قطريون لوكالات الأنباء، أن أمير قطر حامد بن خليفة آل ثاني ينوي التنازل عن الحكم لصالح ابنه الشيخ تميم. كما أعلنوا عن تعديل حكومي وشيك وجوهري في الحكومة التي يرأسها حامد بن جاسم بن جابر آل ثاني، الذي قد يفقد منصب وزير الخارجية الذي يحتكره منذ 1992. تقول المصادر القطرية إن الشيخ تميم أخذ صلاحيات واسعة (في حدود 60 بالمائة) في السنوات الأخيرة، خاصة في الجيش وأجهزة الأمن، ليصبح من أقوى رجالات الظل في إحدى الدول الغنية بالغاز في منطقة الخليج. الشيخ، أو الشاب تميم، من مواليد 1980، الولد الثاني من الشيخة موزة والرابع من أولاد الأمير، يمارس وظيفة نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية. ففي إقباله على تسليم الحكم لابنه الشيخ تميم، يسعي الأمير الحالي لدولة قطر إلى تشبيب الحكم بفتح المجال أمام الإطارات الشابة، حسب تصريح أدلى به أمس مسؤول قطري، لم يكشف عن اسمه للفرنسية. بينما يرى البعض الآخر أن القرار جاء تحت ضغط أمريكي كبير، والبعض الآخر يقول لأسباب صحية، قد يعاني الأمير من مرض الكلي. وكانت قطر من الدول التي وضعت ثقلها في تحريك الساحة العربية أو ما عرف ب “الربيع العربي”. ولعب الوزير الأول حامد بن جاسم الدور المحوري فيه بتوظيف أداة إعلامية ثقيلة، المتمثلة في قناة “الجزيرة”. وصرح الأمير شيخ حامد، 61 سنة، أنه يريد بهذه الطريقة القيام بمبادرة، “الأولى من نوعها في العالم العربي”، لكن الأمر يتطلب تعديلا دستوريا لتمكين الوريث من استلام الحكم في قطر. وفي نفس السياق، اعتبر مراقبون للشأن القطري أن الانتقال “السلس” للسلطة، لا يعكس بالضرورة قناعة لدى الرجل الأول في القصر الملكي بقدر ما أملته ضغوط خارجية أمريكية بالخصوص، لاسيما بعد توالي تقارير استخباراتية أمريكية عن السياسات القطرية المنتهجة وشبكة التحالفات التي أقيمت مع تنظيمات إسلامية مسلحة قريبة من تنظيم القاعدة، لاسيما بالنسبة للحالة السورية، يضاف إليها بروز مخاوف لدى دوائر الاستعلامات الغربية، وخاصة الأمريكية، من ارتدادات الربيع العربي على دولة تشكّل نقطة ارتكاز رئيسية في السياسة الدفاعية الأمريكية لاحتضانها للقيادة المركزية لمنطقة الشرق الأوسط، ويتضح أن الخيار الغربي اتجه نحو إحداث تغيير شامل بدأ من خلال التمهيد لتميم، مع تغيير أهم المناصب العسكرية والأمنية في قطر، وصولا إلى التمهيد لرحيل رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم أقوى الشخصيات النافذة وأكثرها تأثيرا في مجرى رسم السياسة القطرية خلال السنوات الماضية. يشار إلى أن تميم قد تولى ولاية عهد أبيه بعد أن تنازل عنها أخوه الأكبر الشيخ جاسم بن حمد، ومعروف عنه قربه من الدوائر الغربية، وهو نائب القائد العام للقوات المسلحة. وفي الوقت الذي يلقى فيه تميم دعما أمريكيا، فإنه لقي تحفّظا بريطانيا بالنظر إلى شبهة تقاربه مع تيار الإخوان المسلمين.