صدر عن دار “أنوار المعرفة” للباحث الدكتور صاري علي حكمت، مؤلف جديد بعنوان “سيدي بومدين شاعر الحب المطلق” جمع فيه المؤلف تراث الشاعر المتصوف، الأندلسي النسب والتلمساني الجزائري المرقد. يتميز الإصدار الجديد بإضافة المؤلف لصيغة العنونة، لكل قصيدة من قصائد الحب والشوق والوله والوجدان، وهي ثمانية وأربعون تحفة تراثية، ترجمها إلى الفرنسية أيضا، في الطبعة نفسها، الدكتور صاري علي حكمت، أستاذ محاضر في الأدب المقارن وعضو مؤسس للاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية. وفي رده عن سؤال “الخبر” حول ما عاناه من معضلة ترجمة المصطلحات الصوفية المتجلية في أشعار سيدي بومدين؟ قال المؤلف لقد لمس أن عند طبقة عريضة ثقافتها فرنسية، صعوية فهم معاني أشعار سيدي بومدين، لذلك جاءت فكرة الترجمة، التي أرادها كما قال: “ترجمان للمشاعر والوجد الذي كان يعيشه ويشعر به في حلقات السماع الصوفي بزوايا تلمسان والجزائر”، مضيفا أن وسيلته في تخطي عوائق الترجمة المصطلحية، كانت بتجاوز حدود العقل إلى القلب، لأن الصوفية حسبه أكبر من أية لغة. ومن أجل هذا جاءت النسخة الفرنسية، بما يشبه التحليل النفساني لقصائد أبي مدين شعيب. وحول هاجس الاشتغال بمادة تراثية كلاسيكية في زمن الحداثة والعولمة، قال المؤلف “اشتغلت بكل متعة، على مادة حية ومتجددة، صالحة في كل مكان وزمان”. والدليل حسبه أن هذا التراث مستغل عند الغرب ومثلما كان يقول أندري مالرو المستشار الثقافي للجنرال ديغول .. إن القرن الواحد والعشرين سيكون صوفيا أو لا يكون .. وفي بداية هذه الألفية ترجم الأمريكي فانسون كولنيل أشعار سيدي بومدين إلى اللغة الإنجليزية، وهي الترجمة الوحيدة في العالم، تلتها هذه الترجمة لديوان الحب المطلق. للتذكير، الدكتور صاري علي حكمت، أستاذ محاضر في الأدب المقارن وعضو مؤسس للاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية، باحث في التصوف صدرت له مؤلفات عديدة منها زاوية سيدي بومدين، أنتولوجيا لمواقف الأمير عبد القادر صوفي الكتابة، ولغز تجربة الإبداع عند محمد ديب.