دعا الباحث والدكتور"صادق بالة" في حديث جمعه ب"الأمة العربية"، إلى ضرورة تفعيل ودعم ترجمة النصوص الصوفية وإقرارها في المناهج الدراسية للمؤسسات الأكاديمية والتعليمية كونها من إحدى الكنوز التراثية التي لايمكن الإستغناء عنها في تنمية ثقافتنا الوطنية، كما إقترح للنهوض بالترجمة في بلادنا وجوب الانتقال من تدريس الترجمة اللسانية غير المجدية في وقتنا الحالي إلى الترجمة الاستطرادية باعتبارها الأكثر مسايرة للحداثة. وأشار في ذلك إلى الصعوبات التي يواجهها المترجم للدراسات الصوفية ومن ضمنها العجز الموجود في المؤطرين المؤهلين، أيضا عدم توفر المراجع البيبليوغرافية بالقدر الكافي، وتغليب الجانب النظري في التدريس دون الإلمام بالتطور التي تشهده الترجمة.وإعتبر "بالة" مساره في الترجمة بالمتواضع، فبعد قيامه خلال مساره الجامعي بترجمة العديد من النصوص منها مقتطفات من قصائد ناظم حكمت، كاتب ياسين، وكذا السيرة الذاتية لفاطمة أيت عمروش التي تم ترجمتها من الفرنسية إلى الأمازيغية، أنجز في عام 2008 رسالة دكتوراه عرضها في ستراسبورغ تتمحور حول التصوف وإثنين من القصائد الطويلة إحداهما عن الفراق والأخرى في مدح الشيخ حسين بن ناصر الورتلاني لأحمد زروق البرنوس. ومن منطلق تجربته هاته قال أن النصوص الصوفية تستوجب إحاطة الباحث بالتراث الثقافي والديني والخلفيات العائلية وأخذ آراء بعض السادة الصوفية لفهم مثل هذه النصوص المليئة بالحكمة، لأن في تقديره اللغة التي تترجم بها لا تستوعب المعاني الحقيقية للنصوص الصوفية الأصلية كالحلاج وإبن عربي وغيرهم، واستدل " صادق" في حديثه على بعض الشخصيات الذين ساهموا في نجاح ترجمة النصوص الدينية والصوفية، أمثال البروفسور دينيس جويل وعبد الله بينو، والشيخ سيدي عبد المجيد حملاوي رحمه الله، محند السعيد ومحال حميد وأخرون.وتساءل الأستاذ بالة سبب إغفال تدريس النصوص الصوفية المترجمة إلى اللغة الأمازيغية في نظام التعليم الأمازيغي الجديد كنصوص محند والحسين للحاج سعيد إبراهين، وإعتبر عدم الرجوع إلى التراث الفكري عند تعليم اللغة والحضارة والثقافة في مجتمعنا بالكارثة التي تستهدف محو ذاكراتنا، وذهب لحد إعتبار النصوص الصوفية بمثابة الأكسجين التي لايكمن الإستغناء عنها ووجب نهل معرفتها من مدن التنوير والعلم المتمثلة في مناطق أدرار، طولقا، تماسين، وتوات.