أثار فوز المشارك الفلسطيني محمد عساف، بلقب “أراب ايدول”، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر البرنامج تمييعا للقضية الفلسطينية، ومن دعا إلى نصرة الفلسطينيين بالسلاح بدل الغناء، بينما تساءل آخرون “أليس من حق الفلسطينيين الفرح ولو إلى حين”. أطلقت مساء أول أمس، الألعاب والطلقات النارية احتفالاً بفوز المشترك الفلسطيني محمد عساف من أبناء المخيمات الفلسطينية بخان يونس في قطاع غزة، في برنامج المسابقات الغنائية “أراب آيدول” بعد حملة دعم شعبية ورسمية. لكن هناك من انتقد هذه المشاركة وهذه التعبئة، حيث تحول فوز محمد عساف في البرنامج إلى قضية أساسية تطرح للنقاش بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي التويتر والفايسبوك واليوتيوب، أكثر من قضية الوضع الفلسطيني في حد ذاته بالنسبة للكيان العربي ككل. وبين معارض ومؤيد لفكرة استغلال البرنامج للوضع السياسي، وفرح البعض واستياء البعض، تباينت الآراء والمواقف، وتحولت في مرحلة ما إلى خطابات سياسية وشعارات ونقد للوضع العربي العام، خاصة أن المتأهلين الثلاث للمرحلة النهائية، يمثلون دولا تعيش الاضطراب والفوضى (سوريا، مصر، فلسطين)، كما كتب بتهكم محمود صبري من مصر “لو عايز تحل مشاكل مصر وترفع اسمها عالي، صوّت لأحمد جمال، ولو عايز تحرّر الأقصى من اليهود، صوّت لمحمد عساف، ولو عايز تحل مشاكل سوريا، صوّت لفرح يوسف، أما بقى لو مش عايز تحل المشاكل دي خالص، فصوت على حال العرب..” وتجاوز النقد مجال الفن والبرنامج ككل إلى القضية في حل ذاتها، فكتب سفيان “بعد حسم معركة أراب ايدول الرهيبة التي شارك فيها 40 مليون مقاتل من حثالة بقايا الأمة العربية، إسرائيل تقيم الأفراح وتمد رجليها. وتحرير القدس ليس غدا” . بينما علق آخر وكأنه يكتشف لأول مرة أن فلسطين محتلة: “فلسطين تحرر “فنيا “والعساف يقصف كل العرب !!! يا أمة ضحكت من “غنائها الأمم!!! “آل السعود ينتصرون لفلسطين في أم بي سي”. ولم يتأخر الرد كثيرا وجاء سريعا من عدد كبير من المشاركين ومن أسماء معروفة عربيا، فكتبت أحلام مستغانمي”أسعدني كثيرا فوز الشاب الفلسطيني “محمد عساف” الذي تربّع على عرش القلوب العربية، فمن حق الفلسطينيين أن يسعدوا ويحتفوا بفوز ابنهم الذي أثبت أن الغناء فعل مقاومة، وأنّ بإمكان من لا يملك إلاّ حباله الصوتيّة، أن يلفّ الحبل حول عنق قاتله، يكفي أن يُغنّي، فلا قوّة تستطيع شيئًا ضدّ من قرّر أن يواجه الموت بالغناء .كما علق الفكاهي ناصر القصبي عبر تويتر: “لا تستكثروا الفرحة على فلسطين ولو كانت بنجاح مغن في برنامج هواة، كما سكتم سنين على موتهم اليوم دعوهم يفرحون بسلام ولو لليلة”. ووافقه من هناك من الأردن الكاريكاتوري ناصر جعفري “صحيح، لم يحرّر هذا الفتى الجميل شبرا من فلسطين، لكنه حرّر قلوب الملايين من الحزن ولو لحين”.. ووصفت في نفس السياق الفنانة الفلسطينية ريم بنا فرحة أهل القدس فكتبت على جدارها على الفايسبوك “خرج المقدسيون إلى الشارع في وسط مدينة القدس.. نصبوا الشاشات في الشوارع .. فرضوا فرحهم على جنود الاحتلال الذين لم يحتملوا ابتساماتهم ولا انتصار “محمد عسّاف” على حصارهم.. بعد الاحتفال هاجموا الناس بمحاولة لتفرقتهم .. لكن أي جبروت يقف أمام الفرح.. أمام الحياة .. وفي النهاية انسحبوا والدماء تسيل من وجوههم .. جرّوا ذيل الخيبة والخسارة .. أمام شعب .. تارة يُشجّع ابن البلد الفنان “عسّاف” .. وتارة يحمل ويُقاومهم بالسلاح”. وكتب اللبناني محمد شك “أقول للذين يزايدون على تلك الفرحة دعونا نفرح لفرحهم واتركوا رصاص كلماتكم وصواريخ ألسنتكم ولو لمرة داخل أفواهكم..”. كما علق الكاتب الجزائري رابح فيلالي “الفرح حق انساني فلا تبخسوا الناس حقهم فيه”. وقال احمد عامر من الأردن باستغراب وتهكم “الشعب الفلسطيني طوال ستين عاماً يطالب بتحرير فلسطين والعرب يرقصون.. الليلة العرب يطالبون بتحرير فلسطين والفلسطنيون يرقصون.. بالعربي حلوا عن سماء هالشعب الليلة” .