دعت قوى التيار المدني المعارضة التي تتزعمها جبهة الاتقاذ الوطني المصرية وحركة "تمرد" الجيش الى الانضمام إلى إرادة الشعب الذي يحتشد في ميادين مصر للمطالبة بإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت حركة "تمرد" التي تقود حراك المظاهرات الشعبية في الشارع المصري في بيان لها ان على مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء أن تنحاز بشكل واضح إلى إرادة الشعب المحتشد في كافة الميادين بجميع المحافظات. وأكد ممثلو الحركة أن الاعتصام السلمي سيستمر في كل الميادين المصرية وانه " لم يعد بالإمكان القبول بأي حل وسط ولا بديل عن الإنهاء السلمي لسلطة الإخوان والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وأمهلت الحركة الرئيس موعدا أقصاه مساء غد الثلاثاء ليغادر السلطة وإلا فإن الشعب سيحتشد في كل ميادين مصر مع "الزحف" إلى قصر الرئاسة والدعوة ل"عصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري". ومن جهته دعا مؤسس حركة التيار الشعبي حمدين صباحي والقيادي بجبهة الانقاذ الجيش إلى التدخل "إذا لم يستجب مرسي لإرادة الشعب" فيما طالب يونس مخيون زعيم حزب النور الإسلامي--الذي نأى بنفسه عن الأحداث التي تجري في مصر -- من الرئيس مرسي تقديم تنازلات لتجنب إراقة الدماء معربا عن اعتقاده بأن مرسي قد "يجبر"على إجراء استفتاء حول بقائه في السلطة. وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية عمر عامر قد قال في مؤتمر صحفي الليلة الماضية إن الرئيس" أقر" بأن هناك أخطاء في العام الأول من الرئاسة وبالتالي "هناك مراجعة للمواقف" لتصحيح هذه الأخطاء مؤكدا ان مرسي مد يده للحوار ويريد الاستماع للجميع و يتطلع أن يكون هناك تجاوب ولو بسيط حتى يمكن البناء عليه. وحول رفض المعارضة للحوار في الوقت الحالي قال أن هناك انسدادا في الأفق السياسي إلا أن هناك جهودا حثيثة من جانب الرئاسة للخروج من هذا الوضع الدقيق. وعلى الصعيد الميداني قضى آلاف المتظاهرين ليلتهم الأولى في ميادين في الساحات ويسود صباح اليوم حالة من الهدوء على ساحات الاعتصام لقوى المعارضة في ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي وكذا ساحة رابعة العدوية التي يعتصم بها مناصرو الرئيس لليوم الرابع على التوالي. وشهد اليوم الأول من الأحداث أعمال عنف بعدة محافظات وسجلت وزارة الصحة في آخر بيان لها سقوط 5 قتلى و613 مصابا منهم حالة واحدة في كل من الإسكندرية وبني سويف وكفر الشيخ وحالتين في أسيوط فيما تشير تقارير إخبارية نقلا عن مصادر أمنية وطبية إلى تجاوز عدد القتلى حتى صباح اليوم 14 قتيلا وأكثر من 900 مصاب منهم 4 قتلى في أسيوط و 3 في أحداث محاولة اقتحام مقر مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين بالمقطم جنوبالقاهرة وسقوط قتيل في الغربية. وتشهد مصر مظاهرات ضخمة غير مسبوقة للمطالبة بتنحية الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية. ويرى المحللون السياسيون ان هناك ثلاث سيناريوهات لتطورات الأحداث في مصر الأول هو ان تنتهي المظاهرات بعد فترة قصيرة والاكتفاء بإيصال رسالة تتطلب إصلاحا للوضع وهو ما يبني عليه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من الحركة الإسلامية بناء على أحداث سابقة أهمها مظاهرات مناهضة البيان الدستوري لنوفمبر 2012 والمظاهرات المعارضة للدستور. اما الاحتمال الثاني فهو ان تستمر روح المظاهرات في الشارع بنفس القوة والزخم لمدة طويلة وتتحول تدريجيا من الاعتصامات إلى إضرابات عامة في قطاعات اقتصادية وصولا إلى شبه عصيان مدني شامل يشل البلاد واقتصادها الهش ويجبر الرئيس على الاستقالة وهو ما تسعى إليه قوى المعارضة فيما يبقى السيناريو الأسوأ وهو ان تتطور الأحداث نحو العنف والتخريب لإدخال البلاد في الفوضى وهو ما سيضطر الجيش إلى التدخل للسيطرة على زمام الأمور وسيؤدي ذلك إلى عودة المسار الديمقراطي في مصر إلى نقطة الصفر.