كشفت آخر الإحصاءات الصادرة عن المجلس العالمي للحبوب، عن تراجع محسوس لأسعار الحبوب في السوق الدولية، حيث قدرت في جويلية الجاري ب303 دولار بالنسبة لمؤشر القمح الأمريكي مقابل 335 دولار خلال سنة، كما بلغ مؤشر القمح الفرنسي انخفاضا إلى 254 دولار مقابل 300 دولار مند سنة. وساهم تحسن المخزون العالمي للقمح والمحصول الجيد في العديد من البلدان المصدرة في انكماش الأسعار، حيث أبرز تقرير المجلس ارتفاع الإنتاج العالمي من الحبوب إلى 1919 مليون طن مقابل 1916 مليون طن في الشهر الماضي، كما ارتفعت المبادلات من 262 مليون طن إلى 263 مليون طن، و استقر مستوى الاستهلاك العالمي عند 1883 مليون طن، بينما ارتفع المخزون إلى 368 مليون طن مقابل 367 مليون طن في شهرين. وعرف إنتاج القمح زيادة متنقلا من 683 مليون طن إلى 682 مليون طن، بينما انخفض التبادل من 138 مليون طن إلى 137 مليون طن وارتفع الاستهلاك بمليوني طن و سجل المخزون زيادة بمليون طن لينتقل إلى 181 مليون طن مقابل 180 مليون طن . وتظل الجزائر ومصر من أهم البلدان المستوردة والمستهلكة للقمح في منطقة شمال إفريقيا، رغم تسجيل تراجع لواردات القمح بالنسبة للجزائر هذه السنة، لكن يلاحظ أيضا تسجيل الجزائر زيادة محسوسة في استيراد الذرة.واستفادت تجارة الحبوب عالميا من استقرار أسعار الشحن، ما يساهم في ضمان أسعار أقل ، حيث بلغ المعدل العام للشحن 22 دولارا للطن بالنسبة لمنطقة أمريكا الشمالية و45 دولارا للطن باتجاه السوق الآسيوي و34 دولارا للطن بالنسبة لعمليات الشحن من أمريكا اللاتينية.وتستفيد الجزائر من عوامل إيجابية هذه السنة، ما يتيح خفض الفاتورة الإجمالية للحبوب التي كانت معتبرة العام المنصرم، وإن عرفت انخفاضا، حيث بلغت 3.275 مليار دولار في 2012 مقابل 4.05 مليار دولار في 2011. ويرتقب أن تقدر الفاتورة الخاصة باستيراد الحبوب، هذه السنة، بحوالي 3 ملايير دولار وهو مستوى يظل كبيرا، علما أن حاجيات السوق الجزائرية من الحبوب تتراوح ما بين 7 و8 ملايين طن، وتضمن السوق المحلية حوالي 3 إلى 4 ملايين طن، لكن الاستيراد سجل مستويات قياسية متراوحا ما بين 7 و9 ملايين طن سنويا، ما يطرح تساؤلات عن مدى دقة التقديرات الخاصة بحاجيات الجزائر من الحبوب.