في رمضان تدخل النسوة في سباق ماراطوني، لقضاء أيامه بسلام، بدءا من اقتناء اللوازم المنزلية وضبط مصروف الإفطار والسهرات واعتماد تدابير تحول دون الوقوع في ضائقة الديون، من بينها تخزين الأكل المتبقي ك"الشوربة والبوراك”، لاستغلالها في ما يلي من أيام الصيام. لكن هل تناول الأكل المخزن أو “البايت” صحي للصائم؟ "من الأحسن تفادي الماكلة البايتة”، بهذا وصفت الأخصائية في التغذية كريمة بن حقوقة، تخزين الأكل في رمضان الذي تعمد إليه النسوة العاملات بالأخص، حيث تفضل الأخصائية الأكل المطبوخ في حينه، باعتباره يبقي على الفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة التي تتبخر في الأكل المخزن. لكن، في حال لجوء ربة البيت لحفظ الأكل المتبقي، فعليها مراعاة ظروف خاصة في عملية التخزين، يقول السيد جلولي، خبير في التغذية، مثل استغلال عبوات زجاجية خلافا للعبوات البلاستيكية، وحفظ الطعام بعد أن يبرد في “الفريزر”، تحت أربع أو خمس درجات، مع عدم إطالة مدة حفظ الطعام إذا تم ذلك في الثلاجة، على أن لا تتجاوز الثلاثة أيام كحد أقصى وخمسة أيام فيما يتعلق باللحوم بمختلف أنواعه، هذه الأخيرة، تنصح بن حقوقة بتناولها طازجة، فضلا عن الخضر والفواكه، للحفاظ على قيمتها الغذائية وسعراتها الحرارية. وعن الأضرار الناجمة عن سوء حفظ الأغذية، أضافت أخصائية التغذية عامل الأكسدة المؤدي للتسمم، الذي يتسبب فيه البلاستيك وتكاثر الميكروبات، فضلا عن نقص المحتوى الغذائي في المأكولات وحتى المشروبات المحفوظة، على خلاف الطازجة الغنية بفيتامين ج. ويبدأ حفظ الأكل من العوامل الخارجية المضرة منذ طبخه أو اقتنائه، فالأحسن لسلامة الأكل النيئ وضعه مباشرة في المبرد وتجنب نقله لساعات تحت أشعة الشمس. وبخصوص المياه المعدنية والمشروبات الغازية، فيؤكد جلولي ضرورة تفادي تعريضها لأشعة الشمس لمدة طويلة، مع التحذير من الشاربات التي تباع في أكياس على نواصي الشوارع والطرق وذلك تجنبا لخطر الإصابة بالتسمم.