دفعت طالبان باكستان بمئات المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة، الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، حسبما ذكرته وكالة رويترز نقلا عمن وصفتهم بمتشددين من طالبان باكستان الذين أكدوا بأنهم أقاموا معسكرات في سوريا، في ظل توتر العلاقات بين الجيش السوري الحر وتنظيم تابع للقاعدة، يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في العراق والشام، وصلت إلى حد وقوع اشتباكات بين الطرفين، أول أمس السبت. وأعلن قادة طالبان في باكستان، أمس، أنهم قرروا الانضمام إلى الصراع في سوريا، قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب “إخوانهم المجاهدين”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات دارت، أول أمس، بين مقاتلين معارضين من الجيش السوري الحر وجهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة يحاولون وضع يدهم على أسلحة تابعة للجيش الحر في شمال غرب سوريا. واندلعت الاشتباكات قرب بلدة رأس الحصن في شمال محافظة إدلب (شمال غرب)، عندما “حاول مقاتلون من الدولة الإسلامية السيطرة على أسلحة مخزنة في مستودعات تابعة للكتائب المقاتلة” في المنطقة، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وكان عشرات المقاتلين المعارضين قتلوا، في جوان الماضي، في اشتباكات مع عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة الدانة بإدلب، بحسب المرصد. كما تأتي الاشتباكات الجديدة بعد يومين من قيام عناصر من الدولة الإسلامية بقتل القائد الأبرز في الجيش الحر كمال حمامي، المعروف ب “أبو بصير”، في منطقة اللاذقية بشمال غرب سوريا. من جهة أخرى، يواصل الجيش السوري حصاره لحمص، حيث تمكن، أمس، من اقتحام قرية الحصوية بحمص ذات الغالبية السنية. وارتكبت القوات النظامية مجزرة في الحصوية، قتل خلالها أكثر من عشرين شخصا من عائلتين معظمهم أطفال ونساء، وفقا لناشطين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن من بين القتلى تسعة أطفال وثلاث سيدات. وبدأت القوات النظامية بالتعاون مع مسلحين من قرى علوية ومسيحية، هجوما على بلدات سنية بينها الحصن التي تعرضت أمس للقصف، وقرية الزارة التي تلقت إنذارا بالاستسلام، حسب تقرير لوكالة رويترز. من جانبها، قصفت كتائب “الجيش الحر” بعض الأحياء الموالية للنظام في حمص، مع استمرار المعارك العنيفة في المدينة. وأوضح الناشطون أن “القصف استهدف أحياء النزهة والزهراء وعكرمة ذات الغالبية العلوية بصواريخ “غراد” وقذائف “هاون”، مما أدى إلى سقوط كثير من القتلى في صفوف القوات النظامية والمقاتلين الموالين للنظام والذين تطلق عليهم المعارضة بالشبيحة. وفي سياق ذي صلة، طلب المرزوقي من نظيره الإيراني محاولة إقناع الرئيس السوري “بشار الأسد” بوقف حصار مدينة “حمص” والسماح للمدنيين بالخروج منها.