ما حكم السباحة في نهار رمضان؟ - الإمساك ركن من أركان الصّوم، ويعني الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، والضّابط في الأكل والشّرب هو عدم وصول شيء من الخارج إلى حَلق الصّائم سواء عن طريق الفم أو الأنف وعدم أخذ حقنة مغذّية وغير ذلك ممّا ألحقه بعض العلماء بهذا الأصل. فالسّباحة في نهار رمضان غير مفطرة بشرط الحرص على عدم مرور شيء من ماء البحر أو النّهر إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف، حتّى إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبَّه على ضرورة حرص المتوضِّئ الصّائم على عدم مرور الماء إلى جوفه عن طريق الأنف أثناء الوضوء فقال في الحديث الصّحيح: ”بالِغْ في الاستنشاق إلاّ أن تكون صائمًا”، فمَن أحسَّ بمرور شيء ما مِن ماء البحر إلى حلقِه فعليه قضاء ذلك اليوم، وإن كان ممّن لا يتحكّمون في ذلك فالأولى عدم المجازفة وعدم السّباحة، وهو الأسلم والأحوط. والله أعلم. شخص خطب فتاة، ولم يتمّ العقد الشّرعي بينهما، فهل يجوز له الخروج معها في شهر رمضان أو الكلام معها عبر الهاتف؟ - لا يجوز له أن يخرج معها لا في رمضان ولا في غيره إلاّ مع وجود مَحرم لها، لأنّه أجنبي عنها حتّى يتمّ العقد الشّرعي، والعلاقة الّتي تربط بينهما هي مجرّد وعد بالزّواج وليست زواجًا، وقد تساهل الأولياء والشّباب في هذا وصار الخاطب يخرج مع خطيبته ويتحدّث معها في الهاتف وقد يكون بينهما ما لا يجوز إلاّ بين الرّجل وزوجته فينتج عن تلك العلاقات غير المهذّبة وغير المقيّدة بالشّرع أمور لا تُحمَد عُقباها. وقد يؤدّي ذلك الاختلاط بين الشباب إلى فعل ما يستوجب عليهم قضاء أيّام من رمضان، أو القضاء مع الكفّارة إن كان عمدًا، والأمر يتعلّق بالاستمناء المحرّم شرعًا. والله أعلم. سيّدة وضَعت حملَها قبل رمضان، فهل تصوم بمجرّد طهرها من النّفاس أم تنتظر إلى غاية اليوم الأربعين من ولادتها؟ - تصوم وتصلّي متى طهرت ولو قبل الأربعين، أمّا إن بقي خروج الدم عليها حتّى بعد الأربعين يومًا، فإنّها تنتظر حتّى اليوم الستّين، حينها تغتسل وتصلّي وتصوم، ولو استمرّ خروج الدم لأنّ ذلك دم فساد وعلّة وليس دم نفاس لأنّ أقصى مدّة للنّفاس كما عند المالكية ستّون يومًا. ويجب عليها قضاء ما أفطرته، ففي الصّحيح من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ”أليس إذا حاضَت لم تُصَلِّ ولم تصُم” رواه البخاري، وفي الصّحيح عن معادة أنّها قالت: ”سألتُ عائشة فقلتُ: ما بال الحائض تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة، فقالت: أحَرورّيةٌ أنتِ؟ قلتُ: لستُ بحَرورية ولكنّي أسأل، قالت: كان يُصيبُنا ذلك فنؤمَر بقضاء الصّوم ولا نؤمَر بقضاء الصّلاة” رواه مسلم. والله أعلم.