يعد اللاعب بوشكاش من ألمع لاعبي عصره خلال الفترة الممتدة ما بين 1943/1966 وهو النجم المجري الذي برز في فريق “هونفيد بودابيست” بمعية نجوم آخرين قبل أن يسطع نجمه بمعية عمالقة ريال مدريد لاحقا كدي ستيفانو، خينتو ونخبة من فناني الساحرة المستديرة. وتبقى قصة صاحب اليسرى السحرية من أغرب قصص نجوم الكرة على الإطلاق، وهو الذي نصبّ كضابط برتبة رائد في الجيش المجري بعد تولي وزارة الدفاع الإشراف على نادي “هونفيد” دون حتى أن يؤدي الخدمة العسكرية، كما سنحت له الفرصة آنذاك اللعب إلى جانب نجوم المنتخب المجري، مما سمح للمنتخب سنة 1952 من الظفر باللقب الأولمبي في العاصمة الفنلندية هلنسكي. وكانت المعطيات قد سمحت آنذاك للمجريين بالسيطرة على الساحة الأوروبية خاصة بعدما تمكنوا من الإطاحة بالإنجليز على أرضية ملعب ويمبلي الشهير ب 3/5 في مباراة لقّبت ب “مباراة القرن” سنة 1953 ليأتي الدور على مونديال 1954، أين تمكّن بوشكاش من البروز متحديا الإصابة، وذلك إلى غاية وصوله بمعية المنتخب الأول للمباراة النهائية ضد الألمان. وكانت النتيجة النهائية لتلك المباراة (3/2 لفائدة الألمان) قد فتحت المجال واسعا أمام تأويلات تبعت تصريحات صادرة عن بوشكاش حين شكّك هذا الأخير في القدرات البدنية للاعبي “المانشافت” متهما إياهم بتعاطي المنشطات، وهو ما انعكس بالسلب على علاقة اللاعب بكل ما هو ألماني إلى درجة رفض السلطات الألمانية منحه “الفيزا” لاحقا لأجل المشاركة في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة بمعية فريقه ريال مدريد ضد “ريمس” الفرنسي بشتوتغارت الألمانية سنة 1959.ويبقى للاعب “أف سي برشلونة” الإسباني المجري لازلو كوبالا الفضل الأكبر على ابن جلدته بوشكاش، باعتبار أن لاعب النادي “الكاتلاني” هو من أخذ على عاتقه مسؤولية تقديم الدعم المادي لزميله عن طريق حوالات خلال فترة تواجد هذا الأخير في محتشد خصص للفارين من الحرب بالنمسا. تواجد بوشكاش هناك ووسط ظروف صعبة للغاية، حوّلته إلى مدمن على شرب الكحول، مما انعكس بالسلب على وزنه الذي زاد بحوالي 20 كغ قبل أن يأتي الفرج من العاصمة الإسبانية التي استدعى فريقها الأول الأسطورة المجرية لتدعيم صفوفها مباشرة بعد تولي المجرب الآخر “إميل اوستريشر” منصب مدير تقني، ليجد بوشكاش نفسه وسط أرمادة من النجوم قبل أن يتمكّن من حجز مكانة له وسط أولئك العمالقة وفي قلوب عشاق “الميرنغي”. نجوميته سهلت من مهمته في الحصول على الجنسية الاسبانية لكن دون أن يسجل تلك الأرقام التي سجلها مع فريق موطنه الأصلي المجر الذي فارق بوشكاش بعاصمتها الحياة متأثرا بمرض “الزهايمر” سنة 2006 أي بعد خمس سنوات من تسمية الملعب الوطني للمجر باسمه تخليدا لروحه.