تقبل العائلات السكيكدية بشكل لافت للانتباه على "بيتزا" سكيكدة، والشأن كذلك لدى بعض الصائمين من الولايات المجاورة، الذين يقطعون عشرات الكيلومترات من أجل اقتناء حبات بيتزا، التي تعدت شهرتها حدود الوطن، حيث لا تكاد موائد الشهر الفضيل في هذه المنطقة تخلو من هذا الطبق الذي غالبا ما يتم تناوله مع طبق الحساء. تشهد محلات البيتزا إقبالا كبيرا للصائمين خاصة في الفترة المسائية، حيث تجدهم يصطفون في طوابير طويلة في انتظار دورهم، وكلهم لهفة على اقتناء حبات من البيتزا لتكون أول ما يفطرون عليه مع طبق شربة الفريك. ويتفنن في صنع طبق بيتزا سكيكدة الكبير والصغير، رجالا ونساء في عشرات المحلات على طول الطريق الرئيسي، إذ أنت تمر بشوارع 20 أوت 55 مرورا بحي الممرات والأقواس إلى غاية ”لا بلاص”، إلا وتجذبك تلك الحشود الكبيرة والطوابير الطويلة للمواطنين أمام المحلات التي قرر أصحابها مواصلة نشاطهم في إعداد هاته الأطباق خلال الشهر، نظرا للإقبال الكبير عليها من طرف الصائمين، فلا أحد ينكر على سكيكدة اختصاصها في هذا الطبق، الذي أقل ما يقال عنه إنه أكلة المواطن البسيط، رغم أنه يجلب حتى أصحاب الثروة والمال. ولا أحد يزور سكيكدة ولا يرغب في تناول شرائح بيتزا والتي يشهد عليها الغريب قبل القريب، مثلما هو حال كمال من أم البواقي حيث قال: ”أنا أعمل في سكيكدة، وكلما أود الذهاب إلى منزلي يلزمني وبحرص من عائلتي وأولادي اقتناء البيتزا”. أما محمود من ڤالمة الذي التقيناه في الطابور فيقول: ”أنا آتي من حين لآخر إلى سكيكدة لتمضية بعض الوقت قبل أن أتوجه لشراء البيتزا، بعد أن أصبحت مدمنا على تناولها في الفطور مع طبق الشربة”. وقد أصبحت هذه العادة لصيقة بالعائلات السكيكدية، إلى درجة أنها جعلت الكثير من ربات البيوت يحترفن إعداد هذا الطبق في بيوتهن، لضمان تواجده على مائدة الإفطار لتعوض الخبز الذي أصبح لا مكان له على موائد العائلات السكيكدية.