نددت مجموعة من الأحزاب السياسية في الجزائر بما وصفته “الانقلاب” على الشرعية الديمقراطية الذي حدث في مصر، معتبرة بأنه اعتداء على إرادة ملايين المصريين وعار في جبين الأمة العربية، وقدمت إسقاطا لما حدث في مصر على الواقع السياسي في الدول العربية، وقالت إن غلق المسار الانتخابي هو غلق للأفق السياسي مستقبلا في الوطن العربي. وطالبت بحشد الدعم للإخوان والجماهير الصامدة في ميادين التحرير هناك. قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في كلمة افتتاح الندوة السياسية التي نظمت بمقر حزبه بالعاصمة، منتصف نهار أمس، حول الأزمة في مصر، إن “ما حدث هو تحوّل تاريخي بكل المقاييس ويعني كل قطر من أقطار الدول العربية، واجتمعنا للتباحث بشأنه لأنه أكبر من أن تستوعبه حركة أو حزب لوحده، لأجل تحديد موقف مشترك منه يمكن أن يتوسع حتى يشمل عددا كبيرا من الجزائريين”. وقدم مقري خلال هذه الندوة التي اختير لها شعار “نعم للشرعية لا للانقلاب” قراءات لما حدث في مصر في شكل أربع ملاحظات، تكمن الأولى في أن ما حدث هو ظلم، لأن إلغاء المسار الانتخابي هو اعتداء على إرادة الملايين المصريين، أما الأمر الثاني فيتمثل، حسبه، في الاعتداء على الديمقراطية، إذ أن غلق المسار الانتخابي هو غلق للآفاق السياسية في الدول العربية. ويكمن الأمر الثالث، برأيه، في أن ما حدث في مصر هو رسالة للشباب في الأقطار العربية بأن ما كان يقال لكم عن الديمقراطية هو تخريف سياسي، والعنف والصراع والقوة هو الحل للدفاع عن الخيارات. أما الأمر الرابع فيتمثل في إلغاء الفرصة أمام التطور الحضاري. بدوره يرى عبد القادر مرباح، رئيس التجمع الوطني الجمهوري، أن ما حدث لا يخرج عن معادلة “القوي يأكل الضعيف”، بدليل أن “الانقلاب الذي رتب له كان بإيعاز من قوى عظمى بينها أمريكا والاتحاد الأوروبي التي ترى بضرورة تدجين الشعوب”. وأشار مرباح الى أن “ما حدث في مصر يعيد إلى الأذهان ما حدث في الجزائر”. واعتبر جهيد يونسي، الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، “الانقلاب الذي وقع في مصر بأنه عار في جبين الأمة العربية، لأنه تم تصويرها على أنها غير مستأهلة لاحتضان الديمقراطية”، مشيرا إلى أن “الذين قاموا بالانقلاب ارتكبوا خيانة عظمى في حق شعبهم وتاريخهم”. وتأسف يونسي لما وصفه “الموقف المتخادل للدبلوماسية الجزائرية، رغم أن الجزائر عضوة بالاتحاد الإفريقي مع مصر وهي المنظمة التي تحرّم اللجوء للانقلابات”، مشيرا إلى أن انعكاسات الحادث ستظهر تجلياته على الشباب العربي مستقبلا، حين يلجأ إلى العنف في الدفاع عن خياراته. وقال الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد، إنه “لا يتفاجأ عندما لا يقف النظام في الجزائر مع الشرعية، فوقوفنا مع الشعب المصري اليوم هو وقوفنا للدفاع عن أنفسنا طالما أن الدور سيأتي على باقي الأحزاب في الدول العربية”، متسائلا “هل بعد إسقاط الإخوان في مصر والنهضة في تونس لن تبقى الساحة خالية أمام تنظيمات بوكو حرام، الطالبان والقاعدة”. وأوضح زوبير عروس، في تدخله وهو يخاطب الأحزاب المسماة بالإسلامية بأن الظروف تغيرت ولابد من مراجعة الفعل السياسي مستقبلا حتى تصبح الشرعية الديمقراطية هي المشاركة مع الآخرين دون إقصائهم. ويرى جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة، أن ما حدث في مصر هو ثورة مضادة بإملاء أمريكي وإيعاز خليجي.