أفاد المنسق العام لحركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، أن القرارين اللذان تمخضا عن اجتماع المكتب السياسي للحزب برئاسة عبد الرحمن بلعياط، أول أمس، ”لا تلزمنا ولا نعترف أصلا بالمكتب السياسي الحالي”. قال عبد الكريم عبادة في تصريح ل”الخبر”، أمس، إنه يعارض ما تمخض من قرارات لدى اجتماع المكتب السياسي، أول أمس، وقال إن المكتب ”غير شرعي ومهمته انتهت مباشرة بعد رحيل بلخادم”. وردا على سؤال: لماذا تعاملتم معه من قبل؟ رد عبادة ”تعاملنا مع بلعياط بحكم السن وما تقتضيه المادة التاسعة، وعن مضض، ولكنه أبان عن عناد في تعاطيه للملفات المطروحة”. وكان عبادة يعلق على نتائج اجتماع المكتب السياسي، على غرار عقد اجتماع للكتلة البرلمانية يوم 17 أوت المقبل لتحديد مصير الهياكل، والفصل في طريقة تنصيبها، سواء بالتعيين أو الانتخاب، وكذا عقد اجتماع للمكتب السياسي في غضون أسبوعين. وتبعا لذلك، لم تحسم قيادة الأفالان في تاريخ لعقد دورة اللجنة المركزية، بين جناح يريد ربح المزيد من الوقت لتزكية مرشحين معينين على غرار عمار سعداني، وآخر يرغب في الفصل السريع لتفويت الفرصة أمام ترشحهم، على غرار ما تصبو إليه التقويمية، حيث عارض أعضاء في اللجنة المركزية ترشح الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني. ويعتقد المتحدث أن ما أسماها ب”زمرة” عبد العزيز بلخادم، تشتغل من أجل إعادته إلى الأمانة العامة، ومن هذه الزمرة أعضاء في المكتب السياسي”. وحول ما يمكن فعله إذا كانت التقويمية لا تعترف بالمكتب السياسي الحالي، رد عبادة ”ننتظر جمع الشمل والمناخ الملائم للالتقاء في جلسة نظامية، نعمل فيها على توظيف الآليات الخاصة بالبحث عما توفر فيه الشروط لاعتلاء منصب الأمانة العامة، لكن ليس ذلك قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية، المتهم فيها بلعياط بعرقلة التئام أعضائها”، إذ يقول عبادة إن ”بلعياط لم يفعل شيئا لعقد دورة اللجنة المركزية، ولم يمنع تسلط مجموعات معروفة تستعمل المال لشراء الذمم”. واتهم عبادة موالين للأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، ب”محاولة استعادة زمام الأمور”، وقال إن الحركة تعمل على الاتصال بأعضاء اللجنة المركزية من أجل عقد دورة لها لاتخاذ التدابير اللازمة، فيما يتصل بتزكية أمين عام، مفندا ما راج بخصوص محاولات لجمع توقيعات لطلب الترخيص من وزارة الداخلية لعقد دور اللجنة المركزية أو دعم مرشح محتمل”، وقال ”هذا كذب”. وأكد عبادة أنه تم اتخاذ قرار سوف يفعل بعد تنصيب القيادة الجديدة، ويتعلق الأمر بتقديم لائحة مساءلة حول ما يحدث بالحزب من قبل لجنة مختصة. وموازاة مع اجتماع المكتب السياسي للأفالان، نظم أعضاء في اللجنة المركزية من المعارضين، لقاء بأعالي بن عكنون خلال السهرة، قال عبادة إنه حضره ما لا يقل عن 60 عضوا، ووصف اللقاء ب”الأخوي” في نظر العضو محمد بورزام. ومن بين من حضره، وجوه أفلانية معروفة على غرار صالح قوجيل ومحمد بوخالفة وعبد الكريم عبادة ومصطفى شرشالي وعبد القادر بونكراف ومصطفى معزوزي والهادي خالدي وبوكرزازة، وغيرهم. وأفاد محمد بورزام، أن المشهد السياسي للحزب صار يصور وكأنه يعيش الانشقاق والتشرذم وينطوي على العديد من الأجنحة، على غرار جناح عبد العزيز بلخادم وجناح عبد الرحمن بلعياط وجناح ”بعض المترشحين”، وجناح الوزراء أعضاء المكتب السياسي، وجناح ”الأغلبية التي أطاحت ببلخادم”. وشدد بورزام ”من غير المعقول أن تلقى الأغلبية مغيبة ومكتوفة الأيدي، فاتحة المجال لأطراف أخرى تحاول خطف الانتصار والسطو على الأمانة العامة للحزب وعرقلة التوصل إلى انتخاب أمين عام جديد يستجيب لتطلعات المناضلين، فيما أوضح عبادة أن لقاءات تشاورية مثيلة سيباشرها المعارضون بعد عيد الفطر في مسعى لتزكية أمين عام جديد.