اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة، وأن النظام "انهار"، وأن البلد يحكمه في الواقع حزب الله اللبناني. فيما قال الرئيس بشار الأسد من جهته إن نظامه مصمم على اجتثاث ما وصفه بالإرهاب. وقال الجربا في مقابلة مع صحيفة الحياة نشرت اليوم الأحد إن قوات المعارضة تسيطر على حوالي نصف مساحة سوريا، داعيا إلى الإسراع في تشكيل جيش وطني. ويخوض الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية أكثر تنظيما معارك ضارية على عدة جبهات بما في ذلك في ريف اللاذقية على مقربة من مسقط رأس الأسد. وتحدثت تقارير متطابقة في الأيام القليلة عن تلقي الجيش الحر أسلحة متطورة تشمل خصوصا صواريخ مضادة للدروع، مما مكن مقاتليه من تحقيق تقدم في درعا ومناطق أخرى. وفي المقابلة نفسها، رفض رئيس الائتلاف السوري المعارض إشراك الأسد أو أيًّا من أركان حكمه في أي تسوية، مطالبا بضرورة محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأضاف أنه يعتقد أن الأسد "المجرم والقاتل" لم يعد له وجود سياسي لأنه "انهار".واعتبر الجربا أن الأسد لا يحكم في الوقت الراهن، وأن الحكام الحقيقيين هم قادة الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن المعارضة تقاتل جيشا من الحرس الثوري وحزب الله والحوثيين (أتباع عبد الملك الحوثي باليمن) مجهزا بأحدث الأسلحة. وكان أمين عام حزب الله حسن نصر الله قال أول أمس إنه مستعد أن يقاتل بنفسه في سوريا في الحرب الدائرة هناك. من جهته، قال الرئيس السوري إن نظامه مصمم على اجتثاث ما سماه الإرهاب، في إشارة إلى فصائل المعارضة المسلحة. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن بشار الأسد قوله خلال استقباله وفدا من أحزاب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي والجبهة الشعبية والاشتراكي الديمقراطي الموريتانية، ونقابيين، إن دمشق "رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة، لكنها في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، وهي قادرة على ذلك". ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، يشن الأسد حملة عسكرية واسعة على معارضيه، قتل فيها أكثر من مائة ألف شخص. من جهة أخرى، وصل اليوم إلى دمشق فريق من خبراء الأسلحة الكيمياوية التابعين للأمم المتحدة للتحقيق في تقارير عن استخدام بعض تلك الأسلحة في عدة مناطق بسوريا. ويضم الفريق الذي يقوده العالم السويدي أوكه سلستروم عشرين شخصا، ومن المقرر أن يزور بلدة خان العسل بحلب وموقعين آخرين. وكان النظام والمعارضة تبادلا اتهامات بشأن استخدام مواد كيمياوية بينها غاز السارين في خان العسل. وقتل وأصيب العشرات حين سقطت قذيفة يعتقد أنها تحتوي على مادة كيمياوية سامة على خان العسل في مارس/آذار الماضي. من جانبها، اتهمت المعارضة القوات النظامية باستخدام مواد سامة مرارا ضد مقاتليها في بلدات بريف دمشق وحمص، وكذلك في سراقب بإدلب.