وصل فريق الأممالمتحدة، المكلف بالتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي وخاصة غاز السارين القاتل، في الصراع الدائر في سوريا، أمس، إلى العاصمة دمشق.وأجلت لجنة التحقيقات للأمم المتحدة تحرياتها بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا التي كانت مقررة شهر جوان الماضي إلى غاية يوم أمس بسبب "عدم توفر الظروف الأمنية الملائمة". وكانت سوريا ولجنة التحقيقات للأمم المتحدة قد توصلتا إلى اتفاق بشأن ظروف عمل البعثة يقضي ببقاء الخبراء بالأراضي السورية لمدة 14 يوما لإجراء تحقيقاتهم. يذكر أن دمشق كانت قد وجهت، شهر مارس الماضي، دعوة إلى المجموعة المختصة في المنظمة الأممية للبحث في ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي من قبل المعارضة السورية على إثر تبادل الفرقاء السوريين الاتهامات فيما بينهم باستخدام هذا السلاح المحظور دوليا. لكن منظمة الأممالمتحدة طالبت نظام الرئيس بشار الأسد بتوسيع نطاق صلاحيات مسؤولي اللجنة وعدم فرض قيود بشأن المناطق التي ستجري فيها التحقيقات. ويأتي وصول فريق الخبراء الاممين في الوقت الذي يستمر فيه الاقتتال على أشده على أرض المعركة بين الفرقاء السوريين المصرين على التمسك بمواقفهم المبدئية. ففي الوقت الذي أكد فيه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن بلاده مصممة على مواجهة "الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره" في إشارة إلى المعارضة المسلحة التي تحارب قواته، ذهب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد جربا إلى اعتبار الرئيس الأسد بأنه قد "انهار" وأن سوريا تحكمها إيران حليفة الأسد. وقال الرئيس السوري لدى استقباله وفدا من الأحزاب الموريتانية إن "سوريا رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة لكنها في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره". وأضاف أن بلاده "قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها الباسل وشعبها المفعم بإرادة الحياة والإيمان بالوطن بالرغم من كل المعاناة والضغوط التي يواجهها". يذكر أن الوفد الموريتاني ضم كلا من محفوظ ولد لعزيز الأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي الموريتاني ومحمد محمود الطلبة نائب رئيس حزب الجبهة الشعبية واسلكو احمد عمر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي وعبد الله الصالح الشريف الأمين العام للنقابات المهنية في موريتانيا. وتزامنت تصريحات الرئيس الأسد مع تصريحات لرئيس المعارضة احمد جربة اعتبر فيها أن الأسد قد "انهار وأن إيران هي من يحكم سوريا". وجدد المعارض السوري رفضه التحاور مع الأسد وأي شخصية أخرى تنتمي إلى نظامه.