يبقى الخبز والجبن وبيضة الوجبة الوحيدة التي لا يتغير محتواها بالنسبة لعدد كبير من المطاعم المدرسية عبر الوطن، وهي وجبات لا تسدّ رمق آلاف الأبرياء، عبر 14500 مطعم مدرسي، نسبة ضعيفة منها فقط من تقدم الوجبات الساخنة للتلاميذ. وعلى الرغم من التحذيرات الشديدة من تأثير تلك الوجبات على صحة التلاميذ ومردودهم الدراسي، إلا أن ضعف التسيير داخل المجالس البلدية المنتخبة يعتبر السبب الرئيسي لذلك، وتبقى المناطق الداخلية للوطن الأكثر تضررا من هذه الظاهرة. ويضطر عدد كبير من أولياء التلاميذ إلى تدعيم وجبات أبنائهم رغم أنهم مسجلون في الإطعام المدرسي بوجبات إضافية يجبرونهم على حملها مع الأدوات المدرسية في المحافظ، وهذا بالنظر إلى افتقار محتويات ما يقدم لهم هناك من الفيتامينات والبروتينات، ويتحمل هؤلاء عناء توفير ميزانية إضافية تضاف إلى ما يتم دفعه من مستحقات خاصة بالمطعم المدرسي، لتفادي أن يظل أبناؤهم ببطون خاوية. ويطرح الكثير من التلاميذ، في تصريح ل”الخبر”، خصوصا في الأقسام الابتدائية، بأنهم يرفضون تناول الوجبات المقدمة، لأنها لا تتوفر في بعض الأحيان على الظروف الصحية والنظافة اللازمة، كما أنها لا تخرج من دائرة الجبن والبيض والخبز وحبة برتقال في بعض الأحيان. وبين ما يقدم وكيفية تسيير المطاعم المدرسية، تفوح رائحة نتنة للفضائح المتعلقة بصفقات التموين بالمواد الغذائية، حيث يتورط فيها منتخبون محليون ومديرو مدارس، والتي تحقق فيها مصالح الأمن، وبلغ عدد قضاياها المطروحة، خلال الموسم الدراسي الفارط فقط، 21 قضية، آخرها ما يتم التحقيق فيه على مستوى أم البواقي بصفقة مشبوهة بقيمة مالية تقارب حدود خمسة ملايير سنتيم.