عاد مسلسل المواجهة يبث حلقاته من جديد في الساحة المصرية، وتحولت شوارع القاهرة إلى حرب بين الإخوة الفرقاء وقوات الأمن، واسودت سماؤها وتلوثت بسحب دخان قنابل الغاز المسيلة للدموع، وسط تعزيزات أمنية مكثفة دفعتها القوات المسلحة والشرطة، لمواجهة مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، وشهدت مظاهرات أمس سقوط أربعة قتلى من أنصار الإخوان في القاهرة وجرح آخرين في مظاهرات شهدتها مدن مصرية عدة. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد هددت منذ فض اعتصامها بميداني رابعة العدوية والنهضة، بالعودة مرة أخرى إليهما وضم عدد من الميادين إليها، على غرار ميدان التحرير، وسط القاهرة، والذي توجهت إليه مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم من الاقتراب منه، بعدما حولت جميع الشوارع المؤدية إلى الميدان إلى ثكنة عسكرية وطوقتها بدباباتها والأسلاك الشائكة، وقامت بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفرقتهم وإبعادهم عن المنطقة، بينما توجه المئات منهم إلى ميدان رابعة العدوية، بضاحية مدينة نصر، رافعين أعلاما سوداء وصفراء مرسوما عليها رمز رابعة، وصور الرئيس المعزول وشعارات مكتوب عليها “الجيش يحمي ولا يحكم” و«يسقط حكم العسكر”، مطالبين بضرورة عودة المسار الديمقراطي، حيث تنوي الجماعة البقاء في الشارع وفي مختلف الميادين المصرية إلى غاية يوم غد الأحد. وشهدت شوارع القاهرة حرب شوارع بين مؤيدين ومعارضين لجماعة الإخوان المسلمين، تبادل فيها الطرفان الرشق بالحجارة، وخرج العديد من أهالي القاهرة في مسيرات جابت مختلف الشوارع، للرد على مظاهرات الإخوان، مرددين هتافات مناهضة للجماعة، ومطالبين وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتأييد خارطة الطريق، رافعين أعلام مصر وصور السيسي، وسط أنباء عن سقوط أول قتيل، إثر الاشتباكات التي اندلعت بين أنصار الجماعة من جهة وقوات الأمن والأهالي من جهة أخرى. وفي السياق، أفاد الشيخ جمعة محمد علي، خطيب التحرير وعضو جبهة أزهريون مع الدولة المدنية، بأن جماعة الإخوان المسلمين تحاول توريط الجيش والشعب في حرب أهلية، وإفساد فرحة المصريين باحتفالات نصر حرب أكتوبر، واصفا إياها ب«عدوة الوطن”.