أثمرت النقاشات الّتي استمرّت فترة طويلة من أجل تخريج وتنشئة أئمة الدّين الإسلامي داخل النمسا؛ حيث تمّ افتتاح قسم العلوم الشّرعية؛ ليتخرّج منه الأئمة من أجل المسلمين المقيمين في النمسا. رفع قسم الشريعة بجامعة فيينا شعار ”تنشئة علماء دين يُمكِنُهم فهم مشكلات مسلمي النمسا عن قرب”، حيث ألقى رئيس القسم الجديد الأستاذ عدنان أصلان كلمة افتتاح قصيرة في أوّل محاضرة للقسم، بينما تمنّى الدكتور فؤاد ساناتش، رئيس الجمعية الإسلامية في النمسا، في كلمته البرنامج الافتتاحي، أن يكون قسم العلوم الشّرعية ”وسيلة للخير من أجل مسلمي النمسا”. إلى جانب كلمة الدكتور عمر هاندان، الّذي كان السبب في افتتاح أوّل قسم للعلوم الشرعية في ألمانيا بأسرها. والنمسا هي أوّل دولة غربية تعترف بالدين الإسلامي كدين رسمي في مؤسساتها، وكان ذلك سنة 1912م، عندما أصدرت الإمبراطورية النمساوية المجرية، قانون الإسلام، ووقف القيصر فرانس يوسف، إلى جانب تشييد مسجد للمسلمين، في العاصمة بمساهمة مالية منه. لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914، حال دون تنفيذ مشروع المسجد في فيينا، وأمّا قانون الإسلام، فأُعيد إحياؤه في نهاية السبعينيات، بعد أن طالب مسلمو النمسا بالأمر. والإسلام هو ثاني أكبر مجموعة دينية، بعد المجموعة المسيحية البروتستانتية، وفقًا لدراسة أجرتها الجمعية النمساوية للتفاهم الدولي. ويبلغ عددهم ما يزيد عن 500 ألف نسمة، يشكّلون 6% من إجمالي تعداد السكان، البالغ نحو 8 مليون نسمة. كما يوجد بالنمسا، حوالي 87 مسجدًا، منها 27 في العاصمة فيينا.