حذَّر الرئيس النمساوي هاينز فيشير من خطورة الشعارات المعادية للإسلام، واصفًا الملصقات الانتخابية المُعادية للإسلام في النمسا بأنها (إجراءات غبية). وردَّ الرئيس فيشير في مقابلة مع وكالة الصحافة الكاثوليكية نُشرت على هذه الملصقات التي رفعها حزب الأحرار اليميني المتطرف والتي حملت (شعار الوطن أهم من الإسلام) بقوله: (إنني أشعر بالخجل من هذه الشعارات على الجدران وهي بباسطة تصرّفٌ غبي). وأضاف الرئيس النمساوي: (لابد من اندماج الجماعات الدينية داخل المجتمع النمساوي). وأشاد باعتراف النمسا بالإسلام كدين رسمي يدرَّس في البلاد حيث من المقرر أن تحتفل النمسا اليوم السبت وغداً الأحد بذكرى مرور مئة عام على اعتماد قانون الإسلام في عام 1912. وتحدث فيشير عن بذل جهود داخل المجتمع النمساوي من أجل مواجهة مثل هذه الحملات ضد الإسلام والمسلمين عبر توعية الشباب في المدارس وخارجها، والحد من المخاوف من الأجانب مع التركيز على أهمية عملية الاندماج. ويعيش في النمسا -طبقًا لأحدث الإحصائيات الرسمية- أكثر من 500 ألف مسلم يشكلون نسبة خمسة في المئة من تعداد السكان البالغ ثمانية ملايين نسمة، حيث أصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في العاصمة النمساوية فيينا بعد الكاثوليك. ويتمتع مسلمو النمسا بحق دستوري في ممارسة الشعائر الدينية وإقامة المؤسسات والمنظمات التي تدير شؤونهم منذ أن نالوا حقوقهم قبل قرن من الزمن، حينما أصدر القيصر فرانس جوزيف إمبراطور النمسا في عام 1912 ما يطلق عليه (قانون الإسلام) لاستيعاب المواطنين المسلمين الذين انضموا للإمبراطورية النمساوية المجرية مع تنازل الدولة العثمانية عن إقليم البوسنة والهرسك في العام 1878. ويقيم كبار المسئولين النمساويين وفي مقدمتهم الرئيس النمساوي هاينز فيشير دعوات إفطار خلال شهر رمضان في القصر الرئاسي والحكومي ومبنى بلدية فيينا لممثلي الجالية المسلمة في البلاد حيث يرفع أذان المغرب، وتقام الصلاة في المقرات الرسمية للدولة النمساوية.