أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مساء أمس الأول، اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 10 أعوام، وفي ظل استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في "جنيف"، أمس، وقالت رئاسة الوزراء البريطانية، إن "كاميرون بات أول رئيس وزراء بريطاني يتصل برئيس إيران منذ أكثر من عقد، حيث يعود آخر اتصال هاتفي مماثل إلى العام 2002 وقد جرى بين توني بلير ومحمد خاتمي".وأشار بيان رئاسة الوزراء البريطانية إلى أن "كاميرون" و"روحاني" بحثا سويا تحسن العلاقات بين بريطانياوإيران مع تعيين قائمين بالأعمال غير مقيمين الأسبوع الماضي، وهي خطوة أولى في عملية تطبيع بدأت بعد انتخاب "روحاني" في يونيو الماضي. وتابع: "بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني، توافق الجانبان على أن تقدما ملحوظا أُحرز في المفاوضات الأخيرة في جنيف، ومن المهم انتهاز الفرصة التي تمثلها جولة المفاوضات المقبلة التي بدأت أمس".من جانبه، أكد "روحاني" ل"كاميرون"، أن إيران "ستدافع بحزم عن حقوقها النووية" وسترفض "أي تمييز" في هذا المجال، فيما قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، إن بلاده لن تتراجع "قيد أنملة" عن حقوقها النووية، مؤكدا أنه لن يتدخل مباشرة في المحادثات، ولكنه حدد "خطوطا حمراء" لفريق المفاوضين الإيراني.في الوقت ذاته، أثارت مفاوضات أمس، تحركات دبلوماسية دولية غير مسبوقة، تحشد فيها القوى العظمى طاقتها وسط تمسك إسرائيل بموقف حازم تجاه إيران، ودعوات طهران إلى عدم تفويت فرصة نادرة لتسوية هذه الأزمة، وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لمواصلة حملته ضد أي اتفاق مع إيران. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنه لا يعلم ما إذا كانت المفاوضات الدولية في جنيف ستؤدي إلى توقيع اتفاق انتقالي هذا الأسبوع، ولكنه طلب من عدد من كبار المسؤولين في مجلس الشيوخ، التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة بحق إيران، دون أن يبدو أنه تمكن من إقناعهم بذلك حتى الآن. وأضاف: "لن نقوم بأي شيء لتخفيف العقوبات القاسية. العقوبات النفطية والمصرفية والمفروضة على الخدمات المالية ستبقى قائمة".وقالت مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي سوزان رايس، إن "قيمة الأصول الإيرانية التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق تقل عن 10 مليارات دولار. إننا نتحدث عن مبلغ متواضع"، فيما طالب مشرعون أمريكيون كبار، حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتخاذ موقفا أكثر تشددا في المفاوضات الإيرانية.وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده تأمل أن تسفر المحادثات بين إيران والقوى العالمية عن اتفاق مبدئي هذا الأسبوع، لتخفيف حدة الخلاف بشأن برنامج طهران النووي، بينما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره الإيراني لانتهاز فرصة تحسين العلاقات مع القوى العالمية في الوقت الذي يأمل فيه الدبلوماسيون التوصل إلى اتفاق مبدئي للحد من البرنامج النووي لطهران خلال المحادثات.من جانبها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن الصفقة مع إيران أصبحت أقرب من أي وقت مضى، مؤكدة أن إيران تبتسم في وجه الجميع، إلا أنها لا تقدم تنازلات حقيقية.