تثير الجولة الجديدة للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني التي استأنفت امس في جنيف، تحركات دبلوماسية دولية غير مسبوقة تحشد فيها القوى العظمى طاقاتها وسط تمسك اسرائيل بموقف حازم تجاه ايران ودعوات طهران الى عدم تفويت فرصة نادرة لتسوية هذه الازمة. وفيما تستأنف المحادثات بين دبلوماسيين في جنيف، توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على عجل الى روسيا امس للقاء الرئيس فلاديمير بوتين مواصلا حملته ضد اي اتفاق مع ايران، بعد ان تاكد من دعم فرنسا اثناء زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقد تحدث هولاند الذي اجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الايراني حسن روحاني، عن ”فرصة حقيقية” لتسوية المسألة النووية الايرانية. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما من جهته اول امس انه لا يعلم ما اذا كانت المفاوضات الدولية في جنيف ستؤدي الى توقيع اتفاق انتقالي هذا الاسبوع ولكنه طلب من عدد من كبار المسؤولين في مجلس الشيوخ التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة بحق ايران، من دون ان يبدو انه تمكن من اقناعهم بذلك حتى الان. وقال ”لا اعلم ما اذا كنا سنكون قادرين على التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل”، مشددا على ان اي تعليق للعقوبات الدولية المدرج في اتفاق محتمل سيكون محدودا. ويبدو ان هذا التصريح يهدف الى طمأنة الحليف الاسرائيلي واعضاء الكونغرس المعارضين لاي رفع للعقوبات وحتى في شكل جزئي. واضاف اوباما ”لن نقوم باي شيء لتخفيف العقوبات القاسية. العقوبات النفطية والمصرفية والمفروضة على الخدمات المالية لها اكبر تأثير على الاقتصاد الايراني”. واكد ان ”كل هذه العقوبات ستبقى قائمة”. لكن قبل ذلك واثناء لقاء لساعتين في البيت الابيض طلب اوباما من اعضاء نافذين في مجلس الشيوخ اعطاء فرصة للمحادثات وعدم التصويت على تشديد العقوبات القائمة كما يدعو البعض. من جهته اتصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس روحاني في خطوة غير مسبوقة منذ ”اكثر من عقد” كما اعلن داونينغ ستريت.