شهرة واسعة باتت تحظى بها أم سورية لسبعة أبناء، قررت الانفصال عن زوجها، للتفرغ للمساعدة في العمليات التي تهدف إلى تخليص بلادها من حكم الرئيس بشار الأسد. لواء نسائي تلك المواطنة، التي اختارت لنفسها اسم "خولة" بعد بدء الانتفاضة في سوريا، باتت تعرف ب"ملكة المحاربين"، وقامت في شباط عام 2012 بإنشاء لواء قتالي قوامه 40 امرأة، كلهنّ حاربن بالبنادق على الخطوط الأمامية للإطاحة بالأسد.بيد أن تلك المرأة، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، قد أجبرت على ترك لوائها الذي أطلق عليه اسم "لواء خولة بنت الأزور"، وهي تعيش الآن كلاجئة في مدينة إربد الأردنية، التي تبعد بحوالي 20 كيلومتراً عن الحدود السورية. لم تكن ثورية ! واللافت في الأمر هو أن خولة لم تكن تدعم الانتفاضة في بدايتها، ولم تكن تصدق الأخبار التي تتحدث عن مقتل متظاهرين عزل رمياً بالرصاص في الشوارع.لكن موقفها تغيّر بعدها بشهر حين حضرت جنازة طبيب تم قتله بالرصاص أثناء معالجته مدنيين مصابين.واعلنت خولة بهذا الخصوص: "شاهدت الجثمان في الكفن وانضممت للثورة منذ تلك اللحظة، وبدأت أشارك في التظاهرات منذ ذلك اليوم". لكن انشغالها بالشأن السياسي لم يرق لزوجها، الذي تزوجته منذ أن كان عمرها 15 عاماً في مدينة الحراك. الثورة قبل الزوج وحين خيَّرها زوجها بينه وبين القضية السياسية، اختارت أن تواصل جهادها مع اللواء الذي قامت بتأسيسه وبالفعل انفصل الزوجان.ونجحت خولة في استغلال كونها أنثى للمساعدة في تحرير رجال محليين بسبب قلة استهداف السيدات عند قيامهن بزيارات لقواعد عسكرية ونقاط تفتيش، وقد ساعدت بالفعل في تحرير 15 رجلاً. نضالات خولة ورغم إلقاء القبض عليها ذات مرة واحتجازها عدة أيام، إلا أنها لم تستسلم أو تخشَ شيئاً، بل كانت عازمة على مواصلة نضالها وكفاحها ضد نظام بشار الأسد.وبدأت خولة مطلع 2012 في تهريب أسلحة عبر نقاط التفتيش، وذلك بعدما فقدت الأمل في قوة التظاهرات السلمية نتيجة لتزايد وتيرة عمليات سفك الدماء بحق المدنيين.وعن اللواء الذي أسسته، قالت: "تعلمنا طريقة استخدام البنادق في المدرسة كجزء من برنامج تدريب شبابنا عسكرياً. وعرفنا طريقة استخدام الكلاشينكوف وكذلك طريقة إلقاء القنابل اليدوية بشكل صحيح، ولهذا لم يكن الأمر صعباً بالنسبة لنا". الرحيل إلى الأردن وغادرت خولة البلاد العام الماضي نظراً لعدم وجود أحد يرعى أطفالها. وهم يعيشون الآن في مخيم للاجئين، رغم شعورها بالحنين للعودة مرة أخرى للوائها.واعترفت بصعوبة الحياة في المخيم أكثر من صعوبتها على الخطوط الأمامية في سوريا، موضحةً أنها ستعود عند انتهاء سفك الدماء، وإن كانت تخشى على مستقبل البلاد.