تعهّد البيطري الجزائري الدكتور محمد دومير، الفائز بقلب برنامج ”نجوم العلوم”، بدعم وتوعية وتحفيز الشباب الجزائري وتحريك همّته الإبداعية والعلمية للمشاركة في البرنامج، وأبدى امتنانه للشعب الجزائري الّذي صوَّت عليه بقوّة في البرايم الأخير للبرنامج الّذي تبثه قناة ”أم.بي.سي4”. وأكّد في حوار ل«الخبر” تأسيس أكاديمية في الجزائر تعنى بالابتكار والاختراع، كنموذج مصغر من ”نجوم العلوم”. كيف جاءتك فكرة المشاركة في برنامج ”نجوم العلوم”؟ بعد تركيزي في عملي كطبيب بيطري على حيوانات السباق، بدأتُ أفكّر في حلول عملية للإصابات التي تعانيها هذه الحيوانات، كثّفت بحثي ليلا ونهارا، وتعمّقي في تشريح المفاصل والعضلات، ثمّ علم البيوميكانيك أو الميكانيكا الحركية. ثم بالمقابل بدأ فضولي يأخذني إلى البحث عن طرق جديدة جذريًا للتشخيص، حتى جاءت اللحظة التي تعرفتُ فيها على مجس الكتروني اسمه اكسيليرومتر، وهنا تغيَّر كل شيء، ولبست لباس المخترع الجريء الذي بدأ يربط معلوماته الطبية بالأجهزة الالكترونية، والحمد للّه وُفّقت في وضع الخوارزمية الذكية التي هي براءة اختراعي. وبالتزامن مع هذا، كان الموسم الرابع من ”نجوم العلوم” في ختامه، وسمعت المذيع يقول: إذا كانت عندك فكرة اختراع شارك معنا في الموسم القادم، فشاركتُ دون تردّد. هل تلقيتَ دعمًا من مؤسسات في الجزائر خلال فترة المنافسة في البرنامج؟ لا أدري إن كانت المؤسسات الثقيلة في الدولة تجاهلتني أو جهلتني أثناء المنافسة، فأنا لم أتلقّى أي دعم، باستثناء إذاعة تبسة الّذين تواصلوا معي أكثر من مرة بدعمهم وإعلامهم، بالإضافة إلى بعض المقالات الصحفية التي كانت متأخرة في حين تخصص ملايير للدورات الرياضية والمهرجانات الثقافية، وكم كان مؤلما بالنسبة لي عندما قرأتُ تعليق أحد الشباب على الفايسبوك الّذي قال ”لم أستطع النّوم ليلة أوّل نوفمبر بسبب حفل غنائي ساهر ترعاه مديرية الثقافة”، وهي الليلة نفسه الّتي كنت فيها أوّل مخترع عربي يحجز مقعده في نهائي ”نجوم العلوم”، وأوّل جزائري يصل هذا المستوى. كما لا يفوتني أن أشير إلى أني تواصلتُ مع بعض المؤسسات في الجزائر، الإعلامية ومتعاملي الهاتف، كتابيًا راجيًا الدعم ”الإعلامي فقط”، لكن دون جواب. بعد تفوّقك في المراحل الثلاث [الهندسة، التّصميم والتّسويق] على كلّ المتنافسين، هل كنتَ تعتقد أنّ أنّك ستفوز بالجائزة؟ بالمناسبة هذا رقم قياسي تمّ تحطيمه في تاريخ ”نجوم العلوم”، إذ كان أكبر فوز عند المصري هيثم دسوقي من الموسم الثالث الذي تفوق مرتين فقط، وبالرغم من نجاحي، إلا أنني بقيت متخوفا، إذ إنّنا كجزائريين لم نتعوَّد على التصويت في برامج تلفزيونية مثل المشارقة أو الخليجيين. لكن تشرّفت جدًّا بتمثيل بلادي في مسابقة علمية للابتكار والاختراع، وشرّفني شباب الجزائر بدعم لا مثيل له في تاريخ ”نجوم العلوم”. كما لا يخفى أنني بعد الاطلاع على تفاصيل التصويت، وجدت الآلاف صوّتوا لي من العراق والأردن وفلسطين والإمارات وهذا شرف كبير لي. دكتور محمد دومير، فاز وأصبحَ نجم ”نجوم العلوم”، ماذا يعني لك ذلك؟ أنا كحامل لقب ”نجوم العلوم” في العالم العربي، لحدّ الآن لم أستوعب ولم أصدق.. فهذا لقب غال جدًّا وقيمته الإعلامية والتشريفية كبيرة، كما أن مؤسسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الرّاعية لهذا اللقب تمنح فرص من ذهب لحامل اللقب، كحضور الملتقيات العالمية للابتكار ومنح دراسية وفرص استثمار كثيرة. كما أنّها الفرصة لبثّ روح الابتكار والإبداع في شباب الجزائر. فرصة ليعرف الطالب الجزائري والمهندس والطبيب، ليعرفوا أن أفضل استثمار هو الاستثمار في المعرفة والعلوم. هل كنت تتوقع أن يحظى اختراعك لحذاء تشخيص الهجن بكلّ هذا الدعم من لجنة التحكيم والجمهور معًا في البرايم الأخير؟ كنتُ مطمئنًا للجنة التحكيم، ومتأكد تقريبًا أنّهم سيمنحوني الأفضلية، لأنني أقنعتهم عمليًا وتجريبيًا خلال البرنامج أن اختراعي هو الأجدر، بفضل الخوارزمية الذكية التي وضعتها. أمّا الجمهور، مثلما قلت لك، كنت إلى آخر لحظة متوترا خوفًا من أن تقلب الموازين، كما حصل في الموسم الماضي، حيث الّذي كان في المرتبة الرابعة أصبح بواسطة الجمهور الأول وأخذ اللقب. بعد نجاحكم في ابتكار جهاز بيطري جديد، هل تتوقّعون أنّه سينجح في الحصول على استثمار لتأسيس شركتك؟ نعم، هذا الاختراع ولد في بيئة تجارية وثرية. وقد بدأ بالفعل بعض المستثمرون الاتصال بي، لكنّني أجّلتُ موضوع تأسيس الشركة والإنتاج الفعلي لأشهر قليلة. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل لديك مشاريع للشباب الجزائري الّذي تقول إنّه ساعدك بالفوز بهذه الجائزة؟ عهدًا على نفسي أن أبادر بكلّ ما أستطيع تقديمه لشباب الجزائر الرائع، بالتوعية، بالتحفيز، وتحريك الهمّة الإبداعية والعلمية، خاصة في طلبة الجامعات من مختلف التخصصات. كما أنّني أنوي دراسة جدوى تأسيس أكاديمية في الجزائر تعتني بالابتكار والاختراع، كنموذج مصغر من ”نجوم العلوم” إذا وجدنا مؤسسات راعية وداعمة.