أبدت جنينة مصالي بن قلفاط، ابنة الزعيم مصالي الحاج، استغرابها من تصريحات الدكتور شوقي مصطفاي، حينما صرح في منتدى يومية “المجاهد” بأنه أول من وضع تصميم العلم الجزائري. وقالت: “ليست هي المرة الأولى التي يتبنى فيها شوقي مصطفاي أبوته على العلم الجزائري، وتصريحاته الوهمية الأخيرة والمغلوطة تماما، ما يدفعني إلى أن أقدم هذا التوضيح، لإلقاء الضوء بصفة نهائية على تاريخ العلم الجزائري”. أوضحت ابنة مصالي الحاج، في رسالة تحصلت “الخبر” على نسخة منها، بأن التصريح الذي أدلى به شوقي مصطفاي يوم 18 نوفمبر الفارط، بخصوص عدد من الأحداث التاريخية، تحمل كثيرا من المغالطات، وقالت: “أعود إلى تصميم العلم الجزائري، وهو الموروث التاريخي الوحيد وكم هو رمزي بالنسبة إلى الجزائر الحالية، الذي نجا بأعجوبة واعتاش في مختلف قطيعات الحركة الوطنية. وقبل مواصلة سردي، أصرّ على أن أكذّب قطعيا الجدل الحالي الهادف إلى تجريد النجم من مبادرة خلق العلم الجزائري”. وأكدت ابنة مصالي الحاج أن والدها كتب في مذكراته بخصوص العلم ما يلي: “في 5 أوت 1934، شارك أكثر من 800 جزائري في جمعية عامة للنجم، وقد اكتست هذه الجمعية وقارا كبيرا، فقد عرض فيها للمرة الأولى العلم الجزائري الأخضر والأبيض يتوسطه هلال ونجمة أحمران، وكان لي شرف أن أقول خطاب الافتتاح أمام هذا العلم المرفوع والمحاط بحرس شرفي. وأمام هذا المشهد العظيم نهض الجزائريون كرجل واحد داعين ومصفقين. وعمت القاعة صيحات “تحيا الجزائر”.. “يحيا الاستقلال”.. “يحيا نجم شمال إفريقيا”.. إن احتفالا كهذا لم يحدث منذ 1830، وهو التاريخ الذي سُرق فيه وطننا”. وحسب جنينة بن قلفاط، فإنها تصر على توضيح بأن والدتها كانت تعمل وقتها في مؤسسة الرسم الصناعي، الكائنة بحي سارفان، الدائرة 11 بباريس. وعمليا، كانت أكثر تأهيلا لتصميم وإنجاز هذا العلم. وأضافت: “تاريخ العلم الجزائري الموضوع هنا في سياقه من طرف أب الوطنية الجزائرية نفسه، والمسجل في مذكراته أمر غير قابل للنقاش. والعلم الجزائري الحالي مماثل للذي وضعته “إيميلي بيسكان” سنة 1934، وهي مناضلة بنجم شمال إفريقيا وزوجة مصالي. ومن جهة أخرى، ألحُّ على القول حتى لا يقع خلط في الرأي العام، أن المصاعب الوهمية التي تحدث عنها الدكتور مصطفاي مزيفة ومفرط فيها”. وأوضحت مخاطبة الدكتور شوقي مصطفاي: “أن تقول كلاما على لسان حسين عسلة، وهو مناضل كبير وحجر الزاوية في حزب الشعب الجزائري السري، القريب جدا من السيدة مصالي، التي كانت الرابط السياسي الوحيد بين رئيس الحزب المسجون بلامبيز، بأن “العلم لم يعثر عليه في ماي 1945 لأنه صنعت منه نسخة واحدة” هو إفراط في التغليط”. وتعتقد ابنة مصالي أنه طوال العام 1936، عندما كان مصالي الحاج يقوم بالدعاية لنجم شمال إفريقيا، في مختلف أنحاء الجزائر، كانت السيدة مصالي المستقرة بتلمسان تحضر عددا كبيرا من الأعلام التي ستستعمل في المظاهرات المزمع القيام بها، بواسطة ماكينة خياطة عائلة قنانش، وظهر أحد هذه الأعلام فعلا في مظاهرات 1937 التي تم فيها اعتقالها هي ومحمد خيضر. موضحة أنه من 1937 إلى 1945 تمت حماية تلك الأعلام بحرص كبير، وكانت مخبأة عند عائلات الوطنيين “كنا نحتفظ بعلم في بوغاري وقصر الشلالة، ونحن تحت الإقامة الجبرية، كان مخفيا جيدا حذرا من أي عملية تفتيش. ويجب العلم أيضا أننا تلقينا عدة مرات زيارات من حسين عسلة وأيضا زيارات من الأمين دباغين”.