كأس الكونفدرالية الإفريقية: شباب قسنطينة يشد الرحال نحو تونس لمواجهة النادي الصفاقسي    مجلة "رسالة المسجد" تنجح في تحقيق معايير اعتماد معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي    كرة اليد/بطولة افريقيا للأمم-2024 /سيدات: المنتخب الوطني بكينشاسا لإعادة الاعتبار للكرة النسوية    حرائق الغابات في سنة 2024 تسجل أحد أدنى المستويات منذ الاستقلال    المجلس الوطني لحقوق الإنسان ينظم ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة    سوناطراك تتبوأ مكانة رائدة في التحول الطاقوي    مجلس الأمن يعقد جلسة غدا الإثنين حول القضية الفلسطينية    ملتقى وطني حول التحول الرقمي في منظومة التكوين والبحث في قطاع التعليم العالي يوم ال27 نوفمبر بجامعة الجزائر 3    سوناطراك تطلق مسابقة وطنية لتوظيف الجامعيين في المجالات التقنية    الجزائر استكملت بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة بثقة الشعب    تعليمات رئيس الجمهورية تضع حاجيات المواطن أولوية الأولويات    اختتام "زيارة التميز التكنولوجي" في الصين لتعزيز مهارات 20 طالبا    الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي : مشروع "غزة، من المسافة صفر" يفتك ثلاث جوائز    الحفل الاستذكاري لأميرة الطرب العربي : فنانون جزائريون يطربون الجمهور بأجمل ما غنّت وردة الجزائرية    يناقش آليات الحفظ والتثمين واستعراض التجارب.. ملتقى وطني تكويني حول الممتلكات الثقافية بالمدية غدا    عين الدفلى: اطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع    افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول استخدام الذكاء الإصطناعي وتجسيد الرقمنة الإدارية بجامعة المسيلة    عطاف يستقبل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني    الجَزَائِر العَاشقة لأَرضِ فِلسَطِين المُباركَة    اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة: مناشدة لحماية النساء الصحراويات من سياسة الاحتلال المغربي القمعية    الوادي: انتقاء عشرة أعمال للمشاركة في المسابقة الوطنية الجامعية للتنشيط على الركح    "تسيير الارشيف في قطاع الصحة والتحول الرقمي" محور أشغال ملتقى بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح السنة القضائية    لبنان: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني إلى 3754 شهيدا و15.626 جريحا    الجامعة العربية تحذر من نوايا الاحتلال الصهيوني توسيع عدوانه في المنطقة    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    الخضر أبطال إفريقيا    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    وفاة 47 شخصاً خلال أسبوع        قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك فيلالي ... البطل المنسي
ندوة مئوية مؤسس حزب الشعب
نشر في الفجر يوم 08 - 12 - 2013

‘شاركت، منذ 1948 وحتى 1958، كمحام ملتزم وإطار بلجنة حماية ضحايا القمع CSVR في كل القضايا السياسية (باستثناء محاكمة ال128)، استطيع أن اشهد على انه خلال كل تلك المرحلة، 99 في المئة على الأقل من المساجين السياسيين في الجزائر كانوا مناضلين في حزب الشعب- حركة انتصار الحريات الديمقراطية. هذا الحزب هو الحركة الوطنية، أنجز مهمة تاريخية لا تعوَّض، بدونها ما كان ليكون 1 نوفمبر 1954 ولا الثورة الجزائرية ولا التحرير الوطني.
ساهم بقوة في شحذ الوعي الوطني للشعب. كون المناضلين الذين جندهم النضال والقمع والسرية. لقد عرك العجين وأضاف إليها الخميرة التي انبثقت منها جبهة التحرير وجيش التحرير. وقد لعب دورا لا يعوض في طريق انتزاع الجزائر استقلالها الوطني”
خلاصة محاضرة للأستاذ عمار بن تومي، بعنوان: ”الدفاع عن المساجين السياسيين، قبل وأثناء الحرب التحريرية”، ألقيت بقصر الثقافة بالجزائر، عام 1986
ولد البطل فيلالي مبارك بن الطيب بن علي المعروف باسم عبد الله بدوار زكرانة بلدية بني ولبان دائرة الحروش في 13 سبتمبر 1913 حسب المؤرخين والمعاجم و 17 جويلية 1913 حسب ابن عمه الحاج ابراهيم فيلالي من أسرة متواضعة الحال، تنقل والده ليستقر بقسنطينة حيث درس الابتدائية بالمدرسة الفرنسية، وبسبب الصعوبات الاجتماعية استقر مبارك فيلالي في قسنطينة كدهان، عام 1930. كان بطالا في ، هاجر للعمل في الضاحية الفرنسية عام 1934. انخرط في ”نجم شمال افريقية” حزب مصالي، وانطلق في العمل النضالي إلى درجة انه اختير في نهاية 1936 عضوا باللجنة المديرة، وانتزع لقب ”لخفيف”.
في البداية، كان نجم شمال افريقية مرتبطا بالحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان ينتهج سياسة مناهضة للاستعمار، متبعا توصية الأممية الثالثة. وخلال 1930 أعاد الحزب الشيوعي الفرنسي النظر جذريا في هذه السياسة المناهضة للاستعمار، بهدف التقرب من التشكيلات السياسية الأخرى في اليسار الفرنسي، وتشكيل جبهة واسعة مناهضة للفاشية، مضحيا بذلك بقضايا استقلال المستعمرات مقابل استراتيجية تحالف جديدة،
إضافة إلى ذالك فان الدفاع المستميت للمناضل عبد الله فيلالي و للنجميين عن القيم العربية الاسلامية، تسبب في قطيعة شبه تامة بين الشيوعيين الفرنسيين والوطنيين الجزائريين ابتداء من 1933، وساءت العلاقات بين الحزب الشيوعي الفنرسي ونجم شمال افريقية خلال صائفة 1936، حيث وقعت قطيعة نهائية بين الحركتين، وكان النجميون قد وضعوا آمالا في وصول الجبهة الشعبية إلى السلطة في ربيع 1936، وكان العمال المهاجرون من مناضلي النجم يأملون في ان يقوم ممثلو المنظمات العمالية الاروبية الذين ناضلوا معهم كثيرا وتظاهروا معهم كثيرا بمساعدتهم على ترقية افريقية الشمالية والسكان الشمال-افريقيين.
وضاعف قادة النجم لقاءاتهم مع مختلف احزاب اليسار الفرنسي لإقناعهم بصواب تحليلهم، لكن أحزاب اليسار رفضت –بتعنت- الاستماع إلى شعار الاستقلال الذي قدمه الوطنيون الجزائريون ”اليسار الكولونيالي فضل الاستماع إلى البرنامج الإصلاحي للمؤتمر الإسلامي، هذا الذي طالب بربط الجزائر بفرنسا، وقبل وساند مشروع بلوم فيوليت، هذا المشروع الذي توقع منح حقوق سياسية ل20 ألف جزائري مسلم، وتناسى 6 ملايين اخرين محرومين. لكن الوطنيين الجزائريين لم يتراجعوا عن ارادتهم في وضع حد نهائي للاستعمار الفرنسي. وبمناسبة استعراض 14 جويلية 1936 تظاهر 5 آلاف مغاربي خلف شعارات ”حرروا افريقية الشمالية”، ”حرروا سورية”، ”حرروا العالم العربي”..
في 2 اوت 1936، أخذ مصالي الحاج الكلمة في الملعب البلدي بالجزائر، امام 20 الف، امام انصار ربط الجزائر بفرنسا، وحمل كمشة تراب وصاح: ”هذه الارض ارضنا، ولن نبيعها لأحد”!.. هذه الصيحة أدت إلى التصعيد مع قادة اليسار الذين اصبحوا مدافعين عن الامبراطورية، وازدادت حدة الصراع بين احزاب اليسار والوطنيين الجزائريين، بعد ان رفض الوطنيون الجزائريون التجند ضمن قوات الجمهورية الاسبانية في حربها ضد فرانكو. بالنسبة إلى النجميين لا يجب الدفاع عن حكومة ترفض اخلاء سبيل عبد الكريم، وترفض جلاء قواتها من الاراضي المغربية المحتلة من طرف الأسبان، حتى وان كانت حكومة الجمهوريين في السلطة بمدريد تزعم انها تقدمية.
ومن هذه اللحظة، فإن الشيوعيين الفرنسيين شنوا حملة شعواء ضد نجم شمال افريقية ومناضليه، متهمين اياهم بالتواطؤ مع الفاشية ومع فرانكو، ومنعوهم من الحصول على القاعات وتنظيم التجمعات، وطردوهم من مقراتهم، وكانت الضربة موجعة، سيما وانها من حلفاء سابقين.
وبالفعل، وحسب محفوظ قداش ”تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية”ج1 (1919-1939)ص 446، فقد قال مصالي الحاج ان الشيوعيين ”هم الوحيدون الذين فهموا تصلب قادة نجم الشمال الإفريقي، أي استحالة دمج جنسين مختلفين في طبائعهم، في ماضيهم، في تقاليدهم ودينهم”. وأمام رفض الوطنيين واقتناع اليسار الكولونيالي باستحالة خضوع المناضلين الجزائريين لرغبته قرر حل نجم شمال افريقية يوم 26 جانفي 1937. وهكذا تكون حكومة الجبهة الشعبية قد تخلصت من منظمة مشاغبة تعمل ضد سياستها الإدماجية.
أعلنت حكومة الجبهة الشعبية حل نجم شمال افريقية، بذريعة القانون ضد الرابطات المثيرة للاضطرابات.في ديوان ليون بلوم، كان المستشار لافريقية الشمالية هو الاشتراكي ”شارل آندري جوليان”، وابتهج الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي لم يكن في الحكومة، بهذا الحل المرغوب به. ومن هنا انطلق خلاف لن ينتهي بين أنصار مصالي قدماء نجم شمال افريقية وبين الشيوعيين، وتحولوا الى مناهضين للشيوعية، وبالخصوص فيلالي وبالنتيجة يقول المؤرخ ريني غاليسو في معجمه البيبليوغرافي لحركة العمال المغاربية إن المصاليين وفيلالي فضلوا التعاون مع اليسار الاشتراكي الثوري، وقدروا مبكرا الاهتمام والمساعدة الذين تلقوهما من ”التروتسكيين” المشكلين للاممية الرابعة.
وكما قال عمار عيماش، احد قادة النجم، فإن الجبهة الشعبية فيما يخص المسائل الكولونيالية ليست سوى كلام مثل غيره: ترفض منح الحرية للريفيين، تقبل باحتلال إثيوبيا، وها هي الجبهة الشعبية الفرنسية تحل منظمتنا وتطبق التكميم، وهذا طبيعي ومنطقي، فإن البرجوازية الامبريالية هي التي تحكم دائما، سواء كان اسمها يسارا او يمينا. وفي وسط اليسار الفرنسي، لم يندد غير التروتسكيون من الحزب العمالي الأممي والبيرفتيست (أنصار مارسو بيرفار PIVERT، قائد يسار الحركة الاشتراكية الفرنسية) ”بحل نجم شمال افريقية”.
نظم فيلالي ورفاقه من قادة النجم حملة رفض واسعة في أوساط المهاجرين الجزائريين في فرنسا، وفي الجزائر، ويقول المؤرخ محفوظ قداش أن ”القمع لم يتمكن من وقف الاندفاع الوطني، ونجم شمال افريقية لم يعرف الانهيار، بل ولد من جديد، باسم آخر، هو حزب الشعب الجزائري”. وتجمع الوطنيون بعد حل النجم في لجان أصدقاء الأمة (جريدة الحزب). ولكون أصدقاء الأمة لم يكونوا حركة سياسية ولا يمكنهم تعويض النجم، فإن القادة الوطنيين قرروا خلق حزب الشعب الجزائري، وقام مصالي الحاج وعبد الله فيلالي وارزقي كحال بصياغة النظام الداخلي والبرنامج وقائمة أعضاء مجلس القيادة والإدارة، وفي 11 مارس 1937 قام مصالي وفيلالي بإيداع ملف إنشاء حزب الشعب بمحافظة الشرطة، حيث تم استبقاؤهم هناك كامل العشية، وبعد خروجهم من هناك نظما اجتماعا بنانتير، أمام 300 عامل، أعلنا فيه ميلاد حزب الشعب الجزائري.
وفي 18 جوان 1937، عاد مصالي الحاج إلى الجزائر لتنظيم الحزب الجديد، وإعطاء الحركة ديناميكية جديدة، بعد ان ضربها قرار حل النجم، وأقحم حزب الشعب نفسه في الحياة العامة في الجزائر، سواء الانتخابات البلدية او استعراضات 14 جويلية، ما سمح لمصالي –حسب قداش- اعادة الاتصال بفروع النجم، المتواجدة في الجزائر ومع أصدقاء الامة (حمل فيها مصالي العلم الوطني). وكان لحزب الشعب في جوان 1937 حوالي 80 فرعا في كامل التراب الجزائري، منها 16 في العاصمة، 6 في تلمسان و4 في قسنطينة. قضى حل النجم قضاء لدى القادة الوطنيين على وهم مساعدة اليسار الفرنسي لهم، وفهموا ان اليسار او اليمين يبق كلاهما السياسة الاستعمارية.
وبعد عامين، تم حل حزب الشعب الجزائري، وسُجن قادته، وكان المناضلون الوطنيون واعين بأنهم بنضالهم ضد النظام الكولونيالي المقيت يخاطرون بمواجهة قمع مرعب، ولم ينتظر التعذيب قانونا من السلطات الخاصة، اذ تم تطبيقه يوميا في الجزائر، وكان المناضلون الوطنيون الجزائريون يفضلون الموت واقفين على العيش راكعين، وكان هؤلاء مستعدين للتضحية اللازمة من اجل ترقية شعبهم، عازمين ومصممين. كانوا يعرفون ان الاستقلال يؤخذ ولا يعطى.
ويمكن ان تلخص التناحر بين الجبهة الشعبية والمؤتمر الاسلامي الداعيان للاندماج من جهة وحزب الشعب الاستقلالي من جهة اخرى في الاحداث التالية..
- 26 جوان 1937 : ترشيح قائمة لحزب الشعب في الانتخابات البلدية في العاصمة. حصلت في 5 جويلية في الدور الثاني من الانتخابات البلدية على 376 صوتا، واعلن موريس فيوليت يوم 9 جويلية في ”إيكو دالجي” تخوفه من حزب الشعب.
- في الاجتماع الثاني للمؤتمر الاسلامي: قدم بومدين معروف، من تلمسان، وبرزوق، وثيقة سرية من الحزب الشيوعي الفرنسي إلى الحزب الشيوعي الجزائري، تتعلق بالمؤتمر الإسلامي وكيف يجب ان ينقاد إلى اوامر الشيوعيين. وقام هؤلاء بمحاولة رمي المناضل معروف من النافذة، لكنه تقدم إلى الشيخ بن باديس وقدم له الوثيقة قائلا له: اتركها في ذمتكم. وكان مصالي قد منع من الدخول، كما منعت لجنة المؤتمر بفرنسا من ذلك، وكانت تتكون من احمد بومنجل والعمار نارون ورابح موساوي.
- في 27 اوت، اعتقل قادة حزب الشعب بتهمة المساس بأمن الدولة واعادة جمعية محلة: مصالي الحاج، مفدي زكرياء، خليفة بن عمار، ابراهيم غرافة، محمد بسطول، حسين لحول.
- 03 سبتمبر: وصول ارزقي كحال وعبد الله فيلالي إلى العاصمة، الأول لإدارة الحزب والثاني ليقوم بجولة في عمالة قسنطينة.
- 20 نوفمبر: اضراب عام في الاقطار الثلاثة للاحتجاج على اعتقال الدستوريين، ومحاكمة قادة حزب الشعب الجزائري، ونفي قادة حركة العمل المغربين وكانت المرة الاولى التي يتحد فيها الشمال الافريقي في عمل تضامني.
- 20 فبراير 1937: اعتقال السادة ارزقي كحال، مبارك فيلالي، لخضر حِيواني ومحمد قنانش بالعاصمة.
- 1 ماي 1938: اعتقال علي فيلالي واحمد جلول وعمار بوجريدة في قالمة.
وعندما القي القبض على مصالي في الجزائر، جاء فيلالي لتأمين تواصل القيادة. ألقي عليه القبض بدوره وحكم عليه وسجن بسجن بارباروس، الذي خرج منه مصابا بالالتهاب الرئوي، فإعاد تنظيم حزب الشعب الذي منع بعدها من النشاط بعد الدخول في الحرب عام 1939، مثل الحزب الشيوعي الجزائري والحزب الشيوعي الفرنسي.
عبد الله فيلالي يسجن ثانية ببارباروس، ويحكم عليه في محاكمة مصالي نفسها، في مارس 1941. ولأسباب صحية لم يتم ارساله –مثل زعيمه- الى سجن لومبيز، بل الى سجن البرواقية.
أطلق سراحه عام 1943، بعد إنزال الحلفاء في نوفمبر 1942. وبما ان حزب الشعب بقي ممنوعا فقد اعاد تشكيل قيادة سرية مع الدكتور ”لمين دباغين”، ”احمد بودة”، و”احمد مزغنة”، و”اصبح مسؤولا” لحزب الشعب الجزائري في منطقة وهران، تحت الاسم الحَرَكي: ”منصور”. وهو الذي نقل بعد 08 ماي 1945 الأمر ب”العمل المسلح”، الذي كان مآله سيئا، ولم يتبعه الا القليل.
زار زوجة مصالي الحاج وابنائها بقصر الشلالة بعد اختطاف الزعيم ونفيه الى برازافيل .وتقول السيدة جنينة بن كلفاط في كتابها حياة متقاسمة مع مصالي الحاج والدي ان البيت كان محاصر من طرف قوات الجيش لكن فيلالي اخترق الحراس ودق على الباب ففتحت له السيدة ايميلي التي تعرفت على صوته فادخلته تناولة قهوة ساخنة ووضع رليه الداميتين في الماء واخذ معلومات حول وضع العائلة وضروف اعتقال ونفي مصالي ثم عاد كما اتى
وتقول السيدة بن كلفات ان فيلالي جاء الى الشلالة من وهران سيرا على الاقدام متنكرا في زي راع ومنتعلا حذاء مصنوع من عجلات سيارة.

يقول المؤرخ عبد الله ريغي، صاحب كتاب ”غيليزان” (منشورات القصبة) انه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومنع حزب الشعب وسجن القائد مصالي، في نهاية أفريل 1945، اجتمعت اللجنة الفيدرالية لحزب الشعب تحت رئاسة فيلالي مبارك، المدعو سي منصور، عضو الإدارة المركزية مكلف بمنطقة وهران، اجتمعت في المدينة الجديدة، حيث أعلن قرار قيادة الحزب بتنظيم مظاهرات وطنية في 1 ماي 1945. وخرجت مسيرة يوم الثلاثاء 1 ماي، على رأسها يافطة كتب عليها ”من اجل جمعية جزائرية سيدة”. كان يحملها مناضلان: ”محيي الدين بن يعقوب” (خباز) و”عبد القادر لابد، المدعو قويدر”، وأطلقوا شعارات ”الجزائر مسلمة”، و”أطلقوا سراح مصالي”.
فيلالي عبد الله او سي منصور هو الذي اطلق الامر بالثورة والانتقاضة المسلحة في الغرب الجزائري بعد مجازر الثامن ماي 1945 ولم ينفل الامر الضاد
كان مبحوثا عنه بكثافة، وأصبح المتخفي الأسطوري، وهكذا حوكم غيابيا أواخر 1945، وقد حضر الى المحكمة في الجلسة التي تم فيها الحكم عليه بالإعدام، متنكرا بزي قسّ.
وتتذكر السيدة جنينة التي يعتبر فيلالي ابا ثانيا لها انها حضرت الى المحكمة مع والدتها ايميلي اوخر سنة 1945 وبعد صدور الحكم بالاعدام في حق عبد الله فيلالي اصطدم احد القساوسة بوالدتها قبل ان يتزاوجها للخروج فانزعجت وغضبت من عجرفته لكنها اندهشت و ذهلت عندما التفت ورفع ق'ليلا قلنسوته ونظر فيها معتذرا (عفوا مادام) حيث اكتشفت انه عبد الله المحكوم عليه بالاعدام
ومنذ ذلك الوقت تكاثفت الاشاعات التي كان يتناقلها المناضلون حول انجازاته في مجال التخفي. فها هو متنكر في زي راع ويدخل في اتصال مع مساجين في معسكر بوسوي Bossuet، يتجول في الجزائر العاصمة بزي ضابط أمريكي، وفعلا تنقل الى تونس سنة 1946 متنكرا في زي عسكري فرنسي في فترة نقاهة.
في شهادة للمناضل الشيخ حامد روابحية، الذي نشط في خلايا حزب الشعب، مع الشيخ شاذلي المكي، وقاد مسيرة 08 ماي 1945 في تبسة، واتصل بالشاذلي المكي الذي اختفى في عنابة، وهناك التقى بالدكتور لمين دباغين والمرحوم عبد الله فيلالي وهو في طريقه الى تونس لاجراء محادثات مع قادة الحركة الوطنية والدينية بها، واثمرت حسب الشيخ حامد مباحثات وفد حزب الشعب بتونس بتوقيع وثيقة ذات طابع مغاربي، تنص على تضامن الشعوب الثلاثة وعلى تنسيق الجهود.و وقع الوثيقة من الجانب الجزائري الثلاثي لمين دباغين، عبد الله فيلالي والشاذلي المكي، وعن الدستور الجديد التونسي: المنجي سليم وعلال بلهوان، وعن علماء الدين الشيخان الفاضل بن عاشور والشاذلي بلقاضي.
ويضيف الشيخ حامد الذي كلف بإدخال الوثيقة الى الجزائر انه عاد في الوقت نفسه مع الدكتور لمين، لانه لم يكن مرتاحا الى الطريقة التي دخل بها الى تونس، حيث دخلها مع فيلالي متنكرين بزي عسكري، ولم يكن الدكتور قد ادى الخدمة العسكريةن فارتبك بعض الشيء
بعد أن صدر في حقه عفو، في مارس 1946، تقدم في اكتوبر 1946 إلى الانتخابات التشريعية في الدائرة الثالثة بجاية-سطيف، تحت اسم حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، التي كان عضوا في لجنتها المركزية، وهي الحزب المعترف به للآتين من حزب الشعب الجزائري، وبقي سريا في المنظمة الخاصة.
في جانفي 1947، وتحت الاسم الحَرَكي ”العابد”، استلم قيادة فيديرالية فرنسا لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وقام ببناء منظمة خاصة بالمتروبول، كما قام بنشر دوريتين، بعنوان ”المهاجر في فرنسا” و”النجم الجزائري”. وأكثر من هذا: فبعد اكتشاف المنظمة الخاصة في الجزائر سنة 1950 ا قام باستقبال لاجئين وحول بعض القادة الى القاهرة، مثل السيد خيضر، اظهر انه مناصر للعمل السري رغم رأي اغلبية اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية الذين كانوا اكثر قانونيةً.
في شهادة للمناضل احمد حدانو، المدعو احمد الكابة، الذي انخرط في حزب الشعب السري عام 1943: ”في مبادرة مني، انشأت خلية حزب، عندما كنت اعمل في ميناء مرسيلية ، بعد تفكيك المنظمة الخاصة.. كان آيت احمد مطلوبا لدى الشرطة، وقد قرر حزب الشعب تهريبه إلى فرنسا ليأخذ بعدها طريقه إلى القاهرة.وكلفت انا بهذه المهمة من الجزائر إلى مرسيلية، وتكفل مبارك فيلالي بالباقي بين باريس والقاهرة، كما تكفلت ايضا ببن بلة ومحساس وخيضر المحكوم عليه بالاعدام
تحت تسمية ”لخفيف”، كان يدفع للنشاط الحَرَكي ويحضر للحل المسلح،.تعمق الخلاف بين أغلبية اللجنة المركزية الموصوفة كإصلاحية ، وانصار مصالي، الذين يعلنون بأكثر وضوح عن وطنية عربية تنشد الانتفاضة التحريرية. في اوساط الهجرة المخلصة، كان فيلالي الذراع الأيمن لمصالي، وضمان وفاء ثوري وشعبي للقاعدة البروليتارية ضد السياسويين البرجوازيين في الحزب.
ويقول المؤرخ محمد حربي الذي عنفه عبد الله الفيلالي عندما كان طالبا عام 1953 ان ما اسماه الشعبوية العامة عبرت عن نفسها بنوع من مناهضة المثقفين
-intellectualisme، أراد فيلالي تنظيم الطلبة الجزائريين المنضويين في جمعية الطلبة المسلمين. وتحدث السيد حربي عن ارسالية تأديبية حقيقية اواخر 1953 وبدايات 1954، بمكتب A.E.M.N.A الى جمعية الطلبة المسلمين التابعين لنجم شمال افريقية) الذين بقوا يستمعون تحت حراسة كوموندوس الى خطاب فيلالي تهجم فيه على ”المثقفين، خونة منذ الابد للحركة الوطنية”.
في افريل 1953، تم إبعاد فيلالي من اللجنة المركزية، وأصبح –أكثر من ذلك- الناطق باسم مصالي والناشطين الشعبويين. صاغ فيلالي مع مصالي رسالة 14 ديسمبر 1953 التي تشرح لمناضلين انحرافات اللجنة المركزية، وانتقل الى الجزائر ليقوم بحملة في أوساط الشعب في منطقة قسنطينة ووهران. في 11 مارس 1954 أعلن مصالي عن إنشاء لجنة إنقاذ عمومي، لها السلطات الكاملة لقيادة الحزب، وقد تولى فيلالي تنظيم المؤتمر الذي عقد بهورنو في بلجيكا، من 13 إلى 15 جويلية 1954، والذي رُدَّ عليه بمؤتمر آخر في الجزائر –ببلكور- جمع المركزيين في شهر اوت. الانقسام في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية أصبح تاما.
وبعد أن اُعلم بالتجمعات التي تقام سرا، الناقصة، الضعيفة، التي لا تسمح الى الانتقال الى تفجير الانتفاضة، انتقل فيلالي مع ”الشاذلي المكي” و”أحمد مزغنة” في أكتوبر للتفاوض مع بن بلة.
في 15 اكتوبر، سافر احمد مزغنة ومبارك فيلالي، أصدقاء مصالي الى القاهرة، حسب حربي (كتاب: الثورة الجزائرية، سنوات المخاض)، وكانت المهمة الموكلة اليهما هي اقناع كل من خيضر وبن بلة وايت احمد بوجهة نظرهما ودراسة امكانية تدويل القضية الجزائرية، وبعد ايام قليلة من وصولهما الى القاهرة خاطبهما خيضر هاتفيا لإعلامهما باندلاع الثورة، فكان رد مبارك: ”انه يوم أغرّ في تاريخ الجزائر”.
يقول المؤرخ محمد حربي: ”رغم الظروف التي اندلعت فيها الانتفاضة، فإن المصاليين لم يتنكروا لها، وهي تندرج على مستوى أول ضمن كفاحهم ضد المركزيين، وكانوا حسب تعبير مصالي نفسه يريدون تغذية الثورة مع الحرص على عدم التفريط في قيادة المقاومة لفائدة غيرهم”.
ويقول مولاي مرباح انه بمجرد اندلاع الثورة، نقل مصالي من ”نيور” الى مكان آخر يدعى ”ليسابل دولون”، وفي 4 نوفمبر تمكن من ارسال رسول يبلغ انصاره في الجزائر وفرنسا التعليمات التالية: ”لا تسألوا عمن يقف وراء الثورة، واصلوا غمار الكفاح”.
وفي 8 نوفمبر، طالب مصالي الحاج في نداء للطبقة العاملة الفرنسية من الشعب الفرنسي لوضع حد للنظام الاستعماري، وكان القادة المصاليون يحاولون التفاوض مع قادة جبهة التحرير في منطقة القبائل والقاهرة حول قضية قيادة المقاومة والثورة.
في 16 نوفمبر 1954، حسب حربي، وفي دوار كورييت، قام علي زعموم بتقديم الحاج علي أرزقي، عضو المكتب السياسي للحركة المصالية الى كريم بلقاسم، وطرح ارزقي مسالة القيادة السياسية للمقاومة ودور مصالي فيها، وكان كريم يدرك مدى شعبية الزعيم في صفوف المقاومة، فاختار المراوغة بدل الاجابة الصريحة، قائلا انه مسؤول عسكري لا سياسي، وطلب من مخاطبه اعانة مادية، فسلمه الحاج علي في شهر ديسمبر 2 مليون فرنك فرنسي جمعت من المهاجرين الجزائريين بفرنسا.
بعد اول نوفمبر، حاول عبد الله فيلالي ثانية التفاوض مع قادة جيش التحرير، وجبهة التحرير، وعاد مرة اخرى الى القاهرة في افريل 1955. وبعد عودته الى فرنسا، استقر في قيادة الحركة الوطنية الجزائرية، التي اطلقها مصالي الحاج منذ ديسمبر 1954. ألقي عليه القبض في باريس، في جوان 1955 ونقل الى سجن تيزي وزو، الذي بقي فيه 18 شهرا،
قام عبد الله فيلالي بإضرابين عن الطعام قبل ان يخلى سبيله في جانفي 1957. بعد عودته الى باريس، عينه مصالي أمينا مساعدا للاتحاد النقابي للعمال الجزائريين
في فرنسا يري المؤرخ ريتي غاليسو ان
المهاجرون الجدد الذين سيضاعفون عدد الجزائريين المتواجدين في فرنسا، الاكثر شبابا، واليافعين، غير مرتبطين بمصالي، ويرون ”الآفلان” تجسيدا للكفاح التحرري الذي يقوده في الجزائر، يجمعون الاشتراكات ويساندون فيدرالية جبهة التحرير ومنظمتها الخاصة في فرنسا. هذا التقسيم اعطى الغلبة تدريجيا الى جبهة التحرير، التي ارتكزت على ودادية العمال الجزائريين (هؤلاء بقوا نقابيا منضوين تحت لواء الكونفيديرالية العامة للشغل CGT)، ووقعت مواجهات بين معسكرين مسلحين، بإطلاق نار في المقاهي والعمليات المستهدفة. ليس بدون انحرافات ومؤامرات تدبرها اجهزة الشرطة الفرنسية.
استطاع فيلالي، الذي كان يضمن نشر مطبوعة ”صوت العامل الجزائريين”، تنظيم اول مؤتمر للاتحاد النقابي للعمال الجزائريين، في قاعة ”البستانيين” في باريس بين 28 الى 31 جوان 1957. وكان فيلالي هو الذي قرأ رسالة مصالي الحاج للمؤتمر، هذا الاخير جمع 324 مندوبا يمثل 25 الف منخرط. تبنى المؤتمر قرارا حول ”توزيع الاراضي في الجزائر”، و”كراسة مطالب للعمال المهاجرين بفرنسا”. وفي ختام المؤتمر فرض فيلالي التصويت على نداء لإنهاء تصفية الحسابات التي قدمه صائحا: ”ليس مشرفا لشعبنا ان نعطي للعالم مشهدا إخوة يمزقون بعضهم عوض ان يتحدوا، ومن غير المعقول البقاء متفرجين على تصفية الحسابات والاقتتال بين الاخوة وعلى هذه المجازر الجماعية، دون التحرك لوضع حد لها”.
يقول جاك سيمون، وهو مناضل في اتحاد النقابات، انه في 10 نوفمبر، اعلنت الصحافة فرار بن بولعيد و11 من المحكوم عليهم، وهو فرار نظمته الحركة الوطنية الجزائرية. في السجن، كان لبن بولعيد اتصال مع عبد الله فيلالي (قائد حزب الشعب السري في حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم الحركة الوطنية الجزائرية) من قسنطينة، عن طريق محاميه ”إيف دوشيزال”، وكان بن بولعيد ساخطا بعد ان علم بإعدام شيحاني بشير في محاكمة مهزلة، وساخطا على الحرب المعلنة على الميصاليين. وقال جاك سيمون الذي كان عضوا في نقابة ”USTA” ان فيلالي أكد له ان بن بولعيد انضم إلى الحركة الوطنية الجزائرية. وبعد أن تحرر اعاد بن بولعيد بناء الادارة التي خربت، وبعث برسائل إلى رؤساء الولايات من اجل تشكيل قيادة اركان جيش تحرير وطني مستقل عن جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية، لأن المشكل السياسي يجب ان يعالج بانتخابات حرة وجمعية تأسيسية.
استشه بن بولعيد وهو يحول تشغيل جهاز راديو مفخخ.
لم يستسغ زيغود يوسف وبن طوبال رواية موت بن بولعيد التي قدمها عميروش، والذي حمّل ”عاجل عجول” المسؤلية لوحده. أما علي كافي فقد عبر عن استغرابه بالإعلان أن روايات متناقضة حول مقتل بن بولعيد قد تضاعفت
في شهر جوان 1957 بالضبط، قبل فيلالي مبدأ لقاء مع ممثلي النية الحسنة لفيديرالية فرنسا التابعة لجبهة التحرير، والنظر في وقف العمليات القاتلة، لكن قيادة الفيديرالية لم تستجب، وكانت اوامر الآفلان: تصفية القادة الميصاليين، في حين ان اعادة بعث الاتحاد النقابي للعمال الجزائريين قد وضع رأسه في خطر. في 07 أكتوبر 1957، بعد عودته من مؤتمر نقابي في باماكو، اطلقت 04 رصاصات في باريس على عبد الله فيلالي في الظهر
وكانت اخر كلمات الشهيد فيلالي الذي عاد من مؤتمر النقابات الافريقية المنعقد بمالي والذي برز فيه كموحد للصف الافريقي كما قال مصالي قي كلمته التابينية( ان من اطلق الرصاص عرفني لما فعل ذالك وانا اسامحه لانه ليس مسؤولا عن ذالك
منذ إنشائه في 11 مارس 1937، اعتبر مصالي دائما أن حزب الشعب وبرنامجه الموروث عن نجم شمال افريقية، والذي صودق عليه بالإجماع في مؤتمر أحباب البيان والحرية في مارس 1945، يعبر عن طموحات كل الشعب الجزائري في الكينونة كأمة ذات سيادة، عن طريق صيرورة تأسيسية. يقول جاك سيمون أن هذا هو ما جعل حركة انتصار الحريات الديمقراطية لا تكون سواء غطاء شرعي لحزب الشعب السري، الذي يربطه بمصالي ”عبد الله فيلالي”. ويضيف سيمون ان جهاز حزب الشعب عاد إلى السطح خلال أزمة الحزب، على شكل لجنة الإنقاذ العام (CSP) التي نظمت مؤتمر هورنو ببلجيكا. وبعد حل حركة انتصار الحريات الديمقراطية خلفت الحركة الوطنية الجزائرية حزب الشعب بنفس البرنامج ونمطه التنظيمي، ولعب مناضلوه دورا هاما في التأسيس جيش التحرير الوطني وتثبيت الثورة.
واخر ما نقوله اليوم للبطل والرمز الوطني المتنكر له في ماويته وذكرى استشهاده ما قاله لينين زعيم الثورة البلشفية ”يحدث ان تطير النسور في مستوا اخفض من الدجاج .لكن الدجاج لن يطير ابدا اعلى من مستوى النسور”.
مبارك فيلالي ما قاله عنك الزعيم مصالي كافيا لكننا نقول لك في مئويتك بمسقط راسك قسنطينة اليوم انت نسرا.
اوبترون منتصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.