زعيم اتحاد الفلاحين الجزائريين يقول إنه سيوفر للرئيس بوتفليقة مليونا و300 ألف صوت في انتخابات أفريل القادم، وهو عدد الفلاحين في الجزائر حسب الرجل. والسؤال الأول الذي يمكن طرحه على زعيم الفلاحين، أين كان المليون و300 ألف صوت هذه سنة 2004، حين كان سي عليوي في المكتب السياسي للأفالان بقيادة علي بن فليس منافس بوتفليقة في الرئاسيات آنذاك؟ هناك جوابان محتملان لا ثالث لهما: الأول أن محمد عليوي كان مع بن فليس علنية ومع بوتفليقة في الخفاء وظل ينتظر نتائج الانتخابات ليجد نفسه مع الفائزين في كل الأحوال. أما الاحتمال الثاني فمفاده أن الفلاحين لا يستمعون لمحمد عليوي، خاصة عندما يتعلق الأمر بممارسة حقهم الانتخابي وحقهم في اختيار من يمنحون له صوتهم دون أن يعلموا من يتحدث باسمهم في العاصمة، لأن الدستور ينص على سرية الاقتراع. ولا شيء يدل على أن عليوي 2014 قد تغير عن عليوي 2004، سواء اختار الرجل التطبيل للعهدة الرابعة قناعة أو حسابا لما بعد شهر أفريل. وبقدر غياب الدليل على تغير حال عليوي بين 2004 و2014، لا نجد الدليل الذي يفيدنا بأن النتيجة التي سيؤول إليها اختيار عليوي ستكون مغايرة للنتيجة التي تحققت في 2004. فإذا كان عليوي قد اختار العهدة الرابعة قناعة وتوبة عما صدر عنه سابقا، فالفلاحون سيديرون له ظهورهم مثلما أداروها له سابقا. أما إذا نطق الرجل تجنبا لرياح العهدة الرابعة وهو على أتم الاستعداد لركوب قطار مشرحه السابق أو غيره، فمعناه أن بوتفليقة بحاجة للبحث عن غير عليوي لدعم ترشحه في أفريل القادم. وما ينطبق على عليوي ينطبق على غالبية من يطالبون بوتفليقة بالترشح اليوم. وبقي لنا طلب واحد لمن يتزعم اتحاد الفلاحين منذ عقدين من الزمن: أنزل لنا سعر الفاصوليا إلى مستوى قدرتنا الشرائية وسنرافقك إلى أعماق البحر إن كانت لك رغبة في ذلك.