كشف استطلاع للرأي أن أغلبية المستجوبين الفرنسيين لا يوافقون بشكل كامل على التدخل العسكري في جمهورية إفريقيا الوسطى. فحسب استطلاع أجراه معهد “إيفوب”، نزلت نسبة المؤيدين للتدخل العسكري من 51 بالمائة إلى 44 في ظرف أسبوع. ويعتبر ذلك رقما قياسيا، مقارنة بالتدخل في ليبيا ومالي، حيث نزل التأييد بثلاث نقاط في مدة زمنية أطول. وتعود أسباب فقدان الثقة في الحكومة إلى “الملل” من تكرار العمليات المكلفة في الخارج والتي تستدعي وسائل مالية جديدة في زمن الأزمة، يوضح معهد “إيفوب”. وتعاني فرنسا من التردد الأوروبي في تمويل الحملات العسكرية التي تقودها خارج حدودها، إذ تناضل من أجل إنشاء صندوق أوروبي ستعرضه على المجلس الأوروبي الذي سيجتمع في 19 و20 من الشهر الجاري في بروكسل. ومن البرازيل، قال الرئيس الفرنسي: “يجب إنشاء صندوق أوروبي دائم وليس ظرفيا حسب العمليات”. ووعد بأنه سيطلب من الاتحاد المساهمة الفعالة في تمويل تكاليف الحرب. يشار إلى أن تكلفة عملية “سرفال” في مالي في 2013 تجاوزت 650 مليون أورو. ويرجح أن ترتفع فاتورة عملية “سانغاريس” في إفريقيا الوسطى إلى أكثر من ذلك، الأمر الذي يجعل الحكومة تقتطع من قطاعات أخرى. فلا تستطيع حينئذ تمويل الحملات العسكرية في الخارج بمفردها. ووعد الاتحاد الأوروبي بدفع 50 مليون أورو لتمويل القوة الإفريقية التي سوف تخلف القوات الفرنسية على المدي البعيد. لكن ذلك يبقي بعيد المنال، نظرا للأزمة الاقتصادية الخانقة. وعلى الجبهة القتالية، حذرت الأممالمتحدة الجماعات التي ترتكب الجرائم في إفريقيا الوسطى، عشية مقتل 27 مسلما على يد مليشيات، في نواحي العاصمة بانغي. ولقي ما يزيد عن 600 شخصا حتفهم ونزح 160 ألف من العاصمة وحدها. هذا وشهدت الكاميرون إنزال مظليين فرنسيين لتعزيز القوات الفرنسية المقدرة حاليا بحوالي 1600 جنديا في إفريقيا الوسطى.