أوقفت إدارة معهد باستور عدة مشاريع استراتيجية كان الهدف منها تحسين أداء المعهد، فضلا عن أنها جاءت تطبيقا لتعليمات عليا في البلاد تقضي بإشراك الكفاءات الجزائرية المقيمة في البلاد، ليبقى المعهد يُسير بطرق بالية. أول مشروع رمته إدارة المعهد في سلة المهملات يتمثل في اتفاق أبرم مع باحث جزائري يعمل بكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، كان يهدف إلى تحسين بروتوكولات إنتاج الأمصال ومختلف اللقاحات، من أجل التقليل من الأخطار التي تترصد العمال خلال عملهم بمختلف الفيروسات، ورغم الاتفاق المبرم بين الطرفين فإن المشروع وُئد دون تقديم أسباب موضوعية تذكر. المشروع الثاني تمثل في شراكة مع باحثة جزائرية مقيمة بألمانيا، ويتعلق الأمر بالباحثة صورية معوش المختصة في المعلوماتية الحيوية كان يهدف لإنشاء مدرسة في المعلوماتية الحيوية، وهو اختصاص جديد دقيق وشبه غائب في بلادنا، وبعد أن قطع المشروع أشواط هامة، حيث تكفلت الباحثة الجزائرية حتى في إيجاد جزء هام من التمويل عبر هيئات علمية مرموقة بأوروبا، منها المعهد الأوروبي للمعلوماتية الحيوية الذي أوكل للباحثة البريطانية “جيوليتا سبوديتش” إجراء تجارب أولية ولقاءات مع ممثلي معهد باستور، ودون تقديم أسباب لم تعط إدارة معهد باستور أي اهتمام لمواصلة المشروع. وقالت صورية معوش في اتصال هاتفي مع “الخبر”: “كنا نطمح عند إنجاز هذا المشروع في إدخال هذا الاختصاص للجزائر ليستفيد منه الطلبة والباحثون والإطارات العلمية لمعهد باستور، وبعد أن قطعنا أشواطا هامة ودون سابق إنذار انقطعت الأخبار من قبل إدارة المعهد، رغم أن المدير الجديد كمال كزال تعهد في بريد الكتروني بمواصلة المشروع، غير أنه وفجأة توقفت كل الأخبار، ورغم اتصالاتي المتكررة فلم أتلق أي رد، وهذا مؤسف إذ وجدت نفسي في إحراج مع الهيئات التي تعهدت بتمويل ومرافقة المشروع”.