العشرية السوداء كانت سببا في تراجع مكانة معهد باستور الجزائر أكد المدير العام لمعهد باستور كمال كزال، أمس، أن أزمة اللقاحات التي شهدتها الجزائر سنتي 2011 و2012 لن تتكرر وذلك بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتوفير هذه المواد وتوزيعها علا كامل التراب الوطني. وكشف في هذا السياق عن بلوغ كمية اللقاح »تيتراهيب« المضاد للدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس ستصل مع نهاية العام الجاري أكثر من 3.5 مليون جرعة . أوضح الأستاذ كمال كزال أن المعاناة التي عرفها معهد باستور تم تجاوزها خصوصا ما تعلق منها بتمويل استيراد اللقاحات حيث أخذت الحكومة على عاتقها حل المشكل من خلال التعليمة التي وجهها الوزير الأول السابق أحمد أويحيى للبنك الوطني الجزائر لمنح قرض لمعهد باستور بقيمة 3 مليار دولار لاقتناء ما تحتاجه الجزائر من هذه المواد. وفي هذا الإطار أكد أن الأزمة تم تجاوزها وأن اللقاحات متوفرة وبالكميات الكافية لتغطية الاحتياجات الوطنية كما ألح على أن كل اللقاحات المدرجة ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال متوفرة بالشكل الكافي. وكشف في نفس السياق عن بلوغ كمية لقاح »تيترا هيب« المركب المضاد للدفتيريا والسعال الديكي وتيتانوس ستصل مع نهاية سنة 2013 إلى أكثر من 3.5 مليون جرعة موضحا أنه بالإضافة إلى المخزون الحالي سيستلم المعهد كمية كبيرة قبل نهاية السنة الجارية. وأوضح أن معهد باستور سيوزع خلال الأيام القليلة القادمة أكثر من 620 ألف جرعة مطمئنا »بعدم عودة« شبح الانقطاعات التي مست اللقاحات خلال سنتي 2011 و2012 مستقبلا. وبخصوص اللقاح المضاد لشلل الأطفال فان مخزون المعهد من هذه المادة تجاوز 4 ملايين جرعة حسب كزال. وفيما يتعلق بالمصل المضاد للسعات العقارب أكد نفس المتحدث أنه تم تلبية الاحتياجات الوطنية إلى يومنا هذا بنسبة 80 بالمائة لاسيما الموجهة لولايات الجنوب المعرضة أكثر للإصابة بلسعات العقارب وذلك بتوزيع أكثر من 62 ألف جرعة كما وصلت الكمية المخزونة من هذه المادة إلى 10 ألاف جرعة. ومن جهة أخرى طمأن المدير العام لمعهد باستور بتوفر جميع اللقاحات المدرجة في إطار الزرنامة الوطنية للقاحات الأطفال و غيرهم. للإشارة فانه بالإضافة إلى الدعم الذي منحته الدولة لهذه المؤسسة فان معهد باستور استفاد أيضا من دعم خاص موجه لتمويل وتسيير المخزون الاستراتيجي للقاحات ومواد صيدلانية أخرى موجهة للصحة العمومية في حين أخذت وزارة الصحة على عاتقها 50 بالمائة من القروض الموجهة لاقتناء اللقاحات والأمصال.وقد ساهمت هذه الإجراءات في تحسن كبير خلال هذه السنة وحدت من الانقطاعات في اللقاحات والأمصال التي عانى منها المعهد.في حين يعتبر معهد باستور الجزائر من بين الفاعلين الهامين في مجال المواد الصيدلانية و قد عانى خلال السنوات الأخيرة من استرجاع مستحقاته لدى المؤسسات الإستشفائية مما جعله عاجزا عن توفير الموارد المالية اللازمة لدفع فاتورة استيراد اللقاحات التي تشترط المخابر الأجنبية الدفع المسبق لاقتنائها. وفي سياق ذي صلة أكد المدير العام لمعهد باستور الجزائر كمال كزال على ضرورة إعادة الاعتبار للمعهد حتى يتمكن من استعادة المكانة التي حظي بها سابقا.وأرجع كزال المختص في الميكروبيولوجيا »تراجع« مكانة المعهد لاسيما في مجال البحث العلمي بالدرجة الأولى إلى الظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء من جهة وقلة الإمكانيات المالية من جهة أخرى.وعبر هذا المختص عن أسفه لغياب مجلات علمية دولية من المعهد منذ سنة 1990 مؤكدا على استرجاع اشتراكات المعهد بهذه المادة العلمية التي تساهم في اطلاع الكفاءات الجزائرية على تجارب الغير وتطوير البحث العلمي بالجزائر.وأشار إلى أن 33 أستاذا جامعيا يمارسون حاليا في المعهد مدعمين بكفاءات من مختلف الاختصاصات بلغ عددها إلى حد الساعة 300 علمي بالإضافة إلى منخرطين في المجلس التقني والمستشارين.
وأشار في نفس السياق إلى تنسيق الجهود بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وجامعة باب الزوار لتزويد المعهد بكفاءات أخرى مذكرا بفتح أبواب هذه المؤسسة إلى كل الأساتذة المساعدين مؤهلين للبحث العملي.