ذكرت جبهة العدالة والتنمية، أمس، أن الجزائر "ابتليت بزمرة حاكمة لا همّ لها إلا إبعاد الأمة عن حقيقة دينها ولغتها والإمعان في قهرها ونهب ثرواتها". وترى جبهة عبد الله جاب الله أن أولى الخطوات الجادة في التغيير الحقيقي هي "القطيعة النهائية مع الديمقراطية المظهرية ودعاتها وتداعياتها". سجلت جبهة العدالة والتنمية في تقييمها للوضع العام، بأن مؤشرات السلطة “غير مشجعة على المنافسة السياسية الشفافة والنزيهة”، وأشارت إلى أنها تكرس “لمنظور الأحادية المقيتة”. وأمام هذا الوضع شددت جبهة جاب الله في بيان لها، توج لقاء المكاتب الولائية بزرالدة، بأن “الإرادة السياسية الصادقة في التغيير تبدأ بنشر الوعي لدى الشعب عامة والطبقة السياسية خاصة بواجباتها وحقوقها”. وبالنسبة لجبهة العدالة والتنمية فإن “الخطوات الجادة في التغيير الحقيقي، تكمن في القطيعة النهائية مع الديمقراطية المظهرية ودعاتها وتداعياتها”. ودعت في هذا السياق الطبقة السياسية الجادة “للنضال المشترك من أجل تكريس المشاركة الحقيقية مجسدة لبيان ثورة التحرير، مكرسة للفصل الحقيقي بين السلطات وحياد الإدارة ومحتكمة إلى الإرادة الشعبية”. وترى جبهة العدالة والتنمية، فيما يخص ملف الانتخابات الرئاسية المقبلة، بأن هذه المناسبة “هي فرصة للطبقة السياسية الجادة لممارسة ضغط حقيقي على السلطة”، لتحقيق، كما أشارت، مطلبين جوهريين، أولا تغيير جذري في نظام الحكم بما يفضي إلى استقلالية حقيقية للسلطات وحياد فعلي للإدارة، وثانيا إسناد مهمة تنظيم الانتخابات إلى هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات في كل مراحلها، بعيدا عن أي علاقة لمختلف أجهزة السلطة بها وتوفير الإطار القانوني المنسجم مع هذا الشكل، وهو ما يعتبر بمثابة الشروط التي تطرحها جبهة جاب الله لمشاركتها في هذا الموعد الانتخابي. ودعا بيان جبهة العدالة والتنمية الموقع من قبل عبد الله جاب الله، السلطة ل«التجاوب مع هذا الطرح الموضوعي وعدم الإصرار على استنساخ التجارب البائسة للمراحل الماضية”. في المقابل طالب الحزب الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية ب«التمسك الواضح بهذه المطالب وعدم الالتفاف عليها أو تمييعها وتحريفها”، داعية في ذات الوقت إلى “تنويع وسائل الضغط على السلطة لفتح حوار جاد حول هذه النقاط”، دون أن تكشف عن طبيعة هذه الوسائل ولا نوعيتها.