لفت انتباهي عند قراءتي لعمودك بتاريخ 31 ديسمبر 2013 في الجزء الأخير منه عند تعليقك على رسالة بشير الصالح ما يلي: “العرب واليهود أبناء عمومة هم سكان الشرق الأوسط أتعبوا بتصرفاتهم خالق السماوات”، هذه العبارة فيها خطأ شنيع وهو وصف الله تعالى بالتعب، وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.. لأنه تشبيه للخالق بالمخلوق، والذين وصفوا الله تعالى بالتعب هم اليهود عليهم لعائن الله. في التوراة المحرفة يزعم اليهود في كتابهم أن الله عز وجل تعب من خلق السماوات والأرض، فاستراح في اليوم السابع، فقد ورد في “سفر التكوين” (2/2) ما نصه: “وفزع الله في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل”. وفي “سفر الخروج” (17/31) قالوا: “لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس”. وقد ردّ الله عز وجل عليهم وبين بطلان قولهم هذا بقوله عز وجل: “ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب” ق: 38. ومعنى “ما مسنا من لغوب” أي إعياء وتعب، هذا ما أردت التنبيه إليه وعذرا على أي شيء بدر مني، ولكن الخطأ عقائدي. القارئ رسلان أرسلان
*** شكرا الأخ رسلان، فأنت الوحيد من بين الذين رجموني كالشيطان على هذا التعبير الذي بدر مني ولا أقصد به ما فهمه عامة القراء، بل قصدت المعنى الذي أشرت إليه، وهذا يمكن استنتاجه من السياق العام فأنا أكتب عمودا صحفا ولا أقرأ خطبة وزارة الشؤون الدينية في المسجد. وقولك يا أخي رسلان “رد عليهم الله” لا يمكن أن نفهم معناه المباشر البشري والذي يعني أن الله يجادل خلقه اليهود المعروفين بالجدل، حاشى لله، أو نفهم مثلا تعبير غضب الله عليهم أن الله يغضب بالصفات البشرية للغضب أو نفهم يد الله مع الجماعة، على أن لله يدا. كذلك مسألة التعب التي أشرت إليها، لكن هذا لا يعفيني من المسؤولية عما أشار إليه القراء، كان علي أن أضع التعبير بين قوسين أو أتحاشاه بالمرة. الشاعر العظيم مفدي زكريا قال: إن الجزائر في الوجود رسالة الشعب حررها وربك وقّعا! هل نحاسب الشاعر على أنه جعل الله عز وجل وزيرا أو رئيسا أو ملكا يوقّع الرسائل؟ هل تشك في إيمان مفدي وهو من هو في الذود عن الإسلام؟ الله يحاسب الناس على المقاصد ولا يحاسبهم على المعاني البشرية. واضح من السياق العام للنص أنني لم أقصد الصفة البشرية للتعب. قضية ثانية أثارتني مع نهاية هذه السنة، وهي صحيفة “الكنار أونشيني” الفرنسية قالت إن هولاند رئيس فرنسا كان يقصد بتعبير عاد وزير الداخلية من الجزائر سليما معافى وهذا كثير.. إنه لم يصب بالتسمم الذي أصاب الوفد الفرنسي الذي رافق الوزير الأول الفرنسي إلى الجزائر. وتناول الوفد وجبة في مطعم الأسماك في ميناء الجزائر وأصاب الوفد التسمم إلا وزير الداخلية، وقد أحيط الرئيس هولاند بالأمر ولذلك قال ما قال لوزير الداخلية. أنا بدوري علمت ما علمت “الكنار” أن الوفد كان يضم عشرة وزراء ونزلوا في نفس المكان الذي احتفل فيه الفرنسيون (الحكومة) سنة 1930 بمرور 100 سنة على احتلال الجزائر وأن أحد أحفاد الوطنيين الجزائريين الذين لم يعجبهم إنزال فرنسا في هذا المكان سنة 1930 للاحتفال، لم يعجبه أيضا إنزال الحكومة الفرنسية بعشرة وزراء، ولذلك وضع لهم ما وضع في الطعام نكاية في حكومة الجزائر التي تستقبل بهذه الطريقة حكومة فرنسا ولا تقولوا لي إن هذا خيال لأن خيالي أكثر منطقية من خيال “الكنار” حتى لا أقول إلا أسماك الجزائر هي وحدها التي بقيت معادية لبطون الفرنسيين؟!