توقفت عقارب الساعة في قطر أمس على موعد مباراة كبيرة شدت انتباه كل عشاق الكرة من داخل قطر ومن خارجها، وعاشت الدوحة منذ أيام وإلى غاية أمس على إيقاع التحضيرات للمباراة الاستعراضية التي احتضنها ملعب “خليفة ستاديوم” بالدوحة بمثابة عرس كبير لم تشهده الملاعب القطرية من قبل. أصبحت كرة القدم تستقطب اهتمام أعداد كبيرة من القطريين، أو على الأقل أضحت ملاعب كرة القدم القطرية التي كانت قبل مباراة باريس سان جرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني تحفا رائعة تنتظر بشغف من يستغلها، قبلة لكبار الأندية في العالم، وسمح موعد المباراة الودية بين رفقاء إبراهيموفيتش من جانب النادي الباريسي ورفقاء رونالدو من الجانب الآخر من النادي الملكي، بالتأكيد على أن إقامة المباريات فوق المستطيل الأخضر لملعب “خليفة ستاديوم”، يجعل لعبة كرة القدم أكثر إمتاعا للجماهير. مباراة باريس سان جرمان وريال مدريد ألهبت الدوحة الهادئة، وعلى غرار الجماهير القطرية الحاضرة بقوة، فإن الجماهير الجزائرية أيضا كانت حاضرة بقوة، بفضل “أُريدُو” التي منحت الفرصة لنحو 300 جزائري لحضور الموعد الكروي بملعب “خليفة ستاديوم”، حيث حضر مناصرون ورؤساء أندية، على غرار محند شريف حناشي من شبيبة القبائل وجمال مسعودان من شباب أهلي البرج والعربي عبد الإله من مولودية وهران وهرادة عرّاس من مولودية العلمة ومحمد العايب من اتحاد الحراش وعبد الكريم مدوار من أولمبي الشلف، فضلا عن نجوم رياضيين مثل بلومي وفنيين على غرار صويلح. وصنع كل الجزائريين وهم يرتدون جميعا قمصان “أُريدُو” وحاملين الرايات الجزائرية الحدث، ولفتوا إليهم انتباه القطريين بشوارع الدوحة، حيث قال رمضان جزايري، مدير العلاقات العامة ل”أُريدُو”، عن الموعد “منحنا الجزائريين فرصة متابعة ريال مدريد وباريس سان جرمان بالملعب”. وكسرت “مباراة النجوم” القاعدة في الملاعب القطرية حين عاش ملعب “خليفة” يوما نادرا في إقبال الجماهير العاشقة لنجوم الكرة، من داخل قطر ومن خارجها، وكانت الدوحة، على غير العادة، قبلة لحشود إعلامية من مختلف الجنسيات، بعدما أهدت “أريدُو”، صاحبة مبادرة تنظيم المباراة بين أقوى فريقين أوروبيين بملعب عربي وراعي نادي باريس سانت جرمان الفرنسي، الفرصة للجماهير القطرية والعربية لمشاهدة نجومهم وهم على بعد أمتار منهم في الملعب. الاهتمام الإعلامي والجماهيري بمباراة باريس سان جرمان وريال مدريد يعكسه الترويج الكبير لهذا الموعد الهام، من خلال صور لاعبي “البي.أس.جي”، على غرار إيدينسون كافاني ولافيتزي وماركو فيراتي وخافيير باستوري وغيرهم الذين علقت في شوارع الدوحة منذ أيام، كما أن الموعد الكروي فاق من حيث الإقبال والمتابعة مباراة الأروغواي وإسبانيا الذي جرى بالدوحة العام الماضي، غير أن الموعدين جعلا قطر تسوّق الصورة الجميلة عن بلد قادر على الالتزام بإنجاح عرس كروي كبير من حجم نهائيات كأس العالم المقررة بقطر سنة 2022. مباراة “البي.أس.جي” والريال التي جرت أمس في أجواء مناخية معتدلة وحتى الأمطار بدأت تتساقط بعد مرور نحو ربع ساعة عن انطلاق المباراة، وذلك يؤكد بأن إقامة المونديال العربي في فصل الشتاء سيعطي للمنافسة نكهة أخرى، لأن قطر، من حيث الإمكانات والهياكل الرياضية ومن حيث التنظيم أيضا، أثبتت بأنها تضاهي كبار البلدان في العالم، وحوّلت قطر صغر قطرها إلى نقطة إيجابية، كون ذلك سيسمح للجماهير بمتابعة كل المباريات نظرا لقرب المسافات بين الملاعب، ولم يعد سوى إسقاط حجة المناخ وعاملي الحرارة والرطوبة، باستبدال موعد المونديال القطري من فصل الصيف إلى فصل الشتاء حتى تكون قطر أمام رهان جعل المنافسة جديرة بالاهتمام وهي تقام في أرض عربية. وبالعودة إلى مجريات المباراة، فقد أهدر لاعبو باريس سان جيرمان الكثير من الفرص الخطيرة خاصة في الشوط الأول الذي كانوا فيه الأفضل، في وقت نجح الريال الملكي في خطف هدف الفوز من إحدى هجماته القليلة في هذا الشوط، أحرزه اللاعب خيسي في الدقيقة 19 من اللقاء. وانخفض الأداء بشكل عام في الشوط الثاني بسبب كثرة التغييرات التي أجراها كلا الفريقين، وإن ظلت هجمات سان جيرمان الأخطر. ولم يقدم رونالدو وإبراهيموفيتش العرض الذي انتظره عشاقهما، حيث لم تكن لهما بصمة واضحة في اللقاء وتم استبدالهما. كما دخل الريال الشوط الثاني بفريق جديد بالكامل، وقام المدربان بتغييرات واسعة، ليفترق الفريقان على فوز ملكي جديد.