صدر حديثا للكاتب الصحفي محمد مجاهدي مؤلفه الجديد بعنوان “رجل الأوراس: الجنرال والأمراء”، وهو عمل يروي أحداثا حقيقية وقعت صائفة 1994 بجبال ولاية عين الدفلى التي كانت تعتبر معاقل أساسية للجماعات الإرهابية المسلحة طيلة سنوات التسعينيات من القرن الماضي. ارتكز المؤلف في عمله على شهادات حية استقاها من أفواه بعض من شاركوا في عملية التمشيط الذي عقب قصف طائرات الجيش الشعبي الوطني لمعاقل الجيا وقواعدها العسكرية المتمركزة ببني مليك وبوركيكة، إلى غاية حمام ريغة في الجوار البليدي وغير بعيد عن الجزائر العاصمة. واستقى محمد مجاهدي شهادة والي عين الدفلى في تلك الحقبة الحالكة أمنيا في تاريخ الجزائر، وهو ابن ولاية باتنة عبد الوهاب نوري الذي كشف له في شهادته عن تصريحات وإيفادات أمير إرهابي سلم نفسه لمصالح الأمن، وهو من أخبر عن تمركز عدد كبير من المسلحين بمنطقة عين الدفلى يعدون لتنفيذ هجوم كبير على نقاط متعددة وحيوية بالجزائر العاصمة، ليقوم الوالي بإقناع قيادة الناحية الأولى للجيش الشعبي الوطني بضرورة شن هجون عسكري عاجل لإحباط المخطط الإرهابي. وقد روى المؤلف تفاصيل مشاركة الوالي وجنرال في عملية التمشيط التي أعقبت قصف طائرات الجيش لمعاقل الجيا ودامت عدة أيام، وكيف تم القضاء على ألف ومائتي مسلح واسترجاع أسلحة ومعدات عسكرية ووثائق هامة في إحدى أكبر العمليات التي خاضتها مصالح الأمن ضد الجماعات المسلحة في العشرية السوداء التي اكتوى الجزائريون بنارها. وقال محمد مجاهدي ل “الخبر” إنه أراد تسجيل عمل يؤرخ لفترة حساسة من تاريخ الجزائر، بداية من الأمير الذي سلم نفسه ودل على موقع معاقل الجماعات المسلحة إلى أبسط رجال “الباتريوت” ورجال الدفاع الذاتي، إلى الوالي والجنرال، في فترة تاريخية تنصل فيها البعض من مسؤولياتهم، فغادروا الجزائر متوقعين غرقها في مستنقع العنف المسلح. للإشارة سبق لمحمد مجاهدي أن أصدر مؤلفين باللغة الفرنسية هما “سفر في قلب عاصمة الزيانيين”، و “تلمسان من خلال إنجازات الرجال”، ليكون مؤلفه الأخير “رجل الأوراس: الجنرال والأمراء” إضافة تثري المكتبة الجزائرية وتؤرخ للأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر في تلك المرحلة.