لازالت عائلتان بولاية الشلف تنتظران بحرقة كبيرة تسلم جثث ابنيهما العسكريين اللذان يوجدان ضمن قائمة المفقودين، إثر تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي قبل أسبوع، ويتعلق الأمر بعائلتي مخلوف بتاوقريت ومريمط ببوقادير . تعيش عائلة العسكري المفقود مخلوف خالد البالغ من العمر 20 سنة المقيمة ببقعة المخالفية التابعة لبلدية تاوقريت في الشلف، حالة من الترقب والانتظار منذ أكثر من أسبوع لمعرفة مصير العسكري خالد بتسلم جثته إن كان قد قضى نحبه إثر سقوط الطائرة العسكرية بجبل الفرطاس. العائلة المفجوعة زارتها “الخبر” ووقفت على حجم المعاناة النفسية التي يعيشها أفراد هذه العائلة، وحتى الأقارب، نتيجة هاجس الانتظار بعد عدة أيام من الحادث الأليم لمعرفة أي جديد عن الابن خالد الذي التحق بقوات الجيش في الصائفة الماضية، على غرار بقية زملائه من مناطق الشلف الذين تم دفن 10 منهم إلى حد الآن عبر بلديات كل من الصبحة وتاوقريت وأبوالحسن، في انتظار تحديد جثتي الضحيتين اللذان أخذت من والديهما عينات من الدم واللعاب لتحديد هويتهما بصفة نهائية قبل تسليمهما لذويهم الذين يستقبلون المعزين يوميا ولم يجدوا جوابا لمن يسألونهم عن تاريخ دفن جثثهما بالمقبرة التي حفر بها قبران، في انتظار أي اتصال هاتفي من طرف المصالح المعنية لإبلاغ أهاليهما بموعد إقامة جنازة الضحيتين. وفي برج بوعريريج، وفي جو جنائزي مهيب، شيعت مساء أول أمس بمقبرة العنصر ببلدية برج زمورة الواقعة شمال برج بوعريريج جنازة ضحية الواجب الوطني الذي وافته المنية إثر الحادثة المؤلمة لسقوط الطائرة العسكرية بجبل فرطاس بولاية أم البواقي، الرائد بلحداد كمال البالغ من العمر 40 سنة، إلى مثواه الأخير، بحضور قائد الناحية الخامسة للدرك الوطني، والسلطات المدنية والعسكرية وجمع غفير من السكان. ونقل عن أم الفقيد أنها تلقت اتصالا هاتفيا من ابنها قبل وقوع الحادث، ليطلب منها تسديد دين ومنح باقي مبلغ المال إلى المسجد، معلقا “قد تسقط بنا الطائرة من يدري”. على صعيد آخر، قالت مصادر قريبة من المستشفى العسكري بقسنطينة، إن الجهات المختصة في تحديد هوية ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية، عملت ومنذ وصول الجثامين على مدار الساعة للإسراع في تحديد هوية الضحايا، لتمكين ذويهم من دفنهم في أقرب وقت ممكن، خاصة وأن العملية ليست بالسهلة وتستغرق بعض الوقت، إذ لا يمر يوم دون أن تتقدم عائلة لاستخراج جثة أحد أبنائها، والعملية شارفت على الانتهاء، حسب مصادرنا.