يواجه 97 معتمرا جزائريا ظروفا طارئة، حالت دون عودتهم إلى أرض الوطن رغم انتهاء مدة إقامتهم منذ ثمانية أيام كاملة، حيث لا يزال هؤلاء المعتمرون عالقين في مكةالمكرمة، بسبب تضييع المرشد الذي نظّم رحلتهم كل جوازات سفرهم. أكد الشيخ بربارة، المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، في تصريح أدلى به ل«الخبر”، أمس، صحة الواقعة التي عرقلت عودة 97 معتمرا منذ قرابة أسبوع كامل، مضيفا بأن مصالحه تتابع تطورات الوضع، لاسيما فيما يتعلق بالتكفل بالمعتمرين المعنيين إلى حين إعادتهم إلى أرض الوطن، حيث “أعطيت تعليمات صارمة لمسؤولي الوكالة من أجل إيواء العالقين في ظروف حسنة، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في أرض الواقع”. وحمّل المتحدث مسؤولية المتاعب التي لقيها هؤلاء المعتمرون إلى الوكالة السياحية المسماة “الشعائر” المتواجد مقرها في الجزائر العاصمة، خاصة وأن هذه الأخيرة عمدت إلى تسفير زبائنها العالقين في مكة لحد الآن مع وكالة أخرى غير مرخصة تسمى وكالة “فروج” الكائن مقرها بالسمّار، والتي تعاونت بدورها مع وسيط آخر، “الأمر الذي يعاقب عليه القانون، ويُظهر مدى التحايل الذي تلجأ إليه بعض وكالات الأسفار لتحقيق الأرباح دون أي نشاط يذكر”، مضيفا بأن عقوبات صارمة بانتظار أصحاب هذه الوكالات. وفي سياق التكفل الجاري بالمعتمرين العالقين المنحدرين من ولايات الجزائر العاصمة، وهران والأغواط، أوضح بربارة بأن “القنصلية العامة للجزائر في جدة، تعكف حاليا على استصدار تراخيص خاصة من أجل السماح للمعنيين بمغادرة المملكة السعودية والعودة إلى عائلاتهم وذويهم المبرمج بعد غد السبت عن طريق مطار وهران، وذلك في انتظار تسجيل أي مستجدات حول مصير جوازات السفر الضائعة، باعتبار أن السلطات الوصية هناك فتحت تحقيقا في الموضوع مع المرشد الذي لم يحدد بدقة المكان الذي ضيّع فيه الجوازات”. وأمام هذا الوضع شدد مسؤول الديوان على التجاوزات الكبيرة والخطيرة التي باتت تعتمدها بعض الوكالات والتي تستدعي اعتماد إجراءات صارمة ومستعجلة، حيث أوضح بأن اجتماعا طارئا مع الوكالات سيتم عقده يوم الثلاثاء القادم لوضع حد للفوضى الحاصلة، مضيفا بأن مصالحه سجلت خلال موسم العمرة الحالي ارتفاعا رهيبا في عدد الوفيات يضاهي عدد المتوفين في موسم الحج، وذلك بسبب التساهل في نقل معتمرين مصابين بأمراض خطيرة تصل إلى حد الجنون. يذكر أن عددا من المسنين الموجودين ضمن البعثة بدأوا يشكون من مضاعفات صحية، جراء التعب الذي أصابهم بسبب طول الغياب والتنقل المستمر بين مكان الإقامة والمطار.