أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أنه لن يقدم استقالته ويعتبر ما يجري في البلاد انقلابا. وأكد يانوكوفيتش في حديث تلفزيوني يوم السبت 22 فبراير/شباط، أنه لن يوقع القوانين التي أصدرها البرلمان الأوكراني مؤخرا، معتبرا هذه القوانين غير شرعية. وقال الرئيس الأوكراني "كل ما يحدث الآن في البرلمان جريمة"، واصفا المعارضين الأوكرانيين بأنهم مجرمون. كما أكد يانوكوفيتش أنه لا ينوي مغادرة البلاد لأنه رئيس شرعي وحصل على ضمانات حماية من قبل الوسطاء الدوليين، مضيفا أنه سيدعو المجتمع الدولي إلى ايقاف المتطرفين. وقال إنه سيفعل كل ما بوسعه من أجل الحيلولة دون استمرار إراقة الدماء ولحماية "المواطنين الذين يلاحقهم مجرمون في أماكن عملهم وفي المساكن". مؤتمر نواب شرق أوكرانيا يشكك في شرعية قرارات البرلمان الأوكراني ويعتبر ما حدث في كييف انقلابا وأعلن أوليغ تساريوف النائب عن حزب الأقاليم في البرلمان الأوكراني أن ما جرى في البلاد هو انقلاب مسلح بدعم خارجي. وقال تساريوف في مؤتمر نواب شرق أوكرانيا المنعقد في مدينة خاركوف يوم السبت 22 فبراير/شباط، إن الوضع في البلاد صعب للغاية ويجري نهب البنوك والمحلات في لفوف بغرب أوكرانيا، مؤكدا أن المهمة الأساسية للمؤتمر تتمثل في التوصل إلى اتفاق من أجل تجنب الفوضى. وأكد البيان الختامي لمؤتمر نواب المجالس المحلية من مقاطعات شرق أوكرانيا أن قرارات البرلمان الأوكراني، التي اتخذت في ظروف ما وصفه المشاركون في المؤتمر بالإرهاب، تثير الشكوك في شرعية هذه القرارات. وجاء في البيان الختامي لمؤتمر خاركوف أن السلطات المحلية في شرق وجنوب أوكرانيا وشبه الجزيرة القرم تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير النظام الدستوري وحقوق وأمن المواطنين في مقاطعاتها. وأشار البيان إلى أن المعارضة الأوكرانية لم تنفذ شروط الاتفاق حول تسوية الأزمة السياسية، وأن الأحداث الأخيرة في كييف أدت إلى شلل السلطة المركزية وزعزعة الوضع في الدولة، مضيفا أن تشكيلات مسلحة غير شرعية لم تلق السلاح وتواصل السيطرة على مؤسسات السلطة المركزية وقتل مدنيين ورجال أمن. ودعا المؤتمر أجهزة الأمن في المقاطعات إلى التعاون الوثيق مع السلطات المحلية من أجل حماية المواطنين والشرعية، وأوصى المواطنين بالتعاون مع قوات الأمن. كما دعا البيان الختامي الجيش إلى عدم التدخل في المواجهات وضمان حماية مخازن الأسلحة. وحذّر البيان من خطورة الوضع الذي يهدد الأمن ووحدة أراضي البلاد، مشيرا إلى وجود خطر استهداف قوى متطرفة للمحطات الكهرذرية والمفاعلات النووية في البلاد. وطالب بعض المشاركين في المؤتمر بتشكيل لجان شعبية وتزويدها بالسلاح من أجل مواجهة المتطرفين. بوشكوف: مؤتمر خاركوف يهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وأعلن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أن مؤتمر نواب شرق أوكرانيا يهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي البلاد. وأكد بوشكوف، الذي يشارك يوم السبت في أعمال هذا المؤتمر المنعقد في خاركوف، عدم وجود أية نزعة انفصالية في خطابات المؤتمرين. وقال رئيس لجنة الدوما للشؤون الدولية في كلمة ألقاها في هذا المؤتمر إن أهمية الأقاليم تزداد بعد أن انهارت السلطة المركزية عمليا، مشيرا إلى أن رؤساء عدد من الأقاليم الأوكرانية أكدوا أنهم سيسعون إلى إعادة توزيع الصلاحيات بين المركز والأقاليم بشكل أكثر عدالة. وأكد بوشكوف أن مؤتمر خاركوف لا يمثل طريقا لتفكك البلاد، مضيفا أن طريق التفكك يتمثل في محاولات فرض النهج المتطرف الذي ساد حاليا في كييف وغرب أوكرانيا. يذكر أن نحو 3,5 ألف نائب من المجالس المحلية لمقاطعات شرق وجنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم يشاركون في مؤتمر خاركوف يوم السبت، كما يشارك فيه رؤساء مقاطعات بيلغورود وروستوف وفورونيج وبريانسك بالإضافة إلى ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي. بدوره أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم السياسي في استفتاء عام. وقال مارغيلوف للصحفيين في مؤتمر خاركوف يوم السبت إن الاستفتاء العام هو وسيلة لإضفاء الشرعية على الإصلاحات السياسية، موضحا ضرورة إصدار دستور جديد وإقرار نظام سياسي جديد في البلاد وفقا للإرادة الشعبية.