أعلنت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، أمس، عن تنظيم وقفات احتجاجية في 6 ولايات في الفترة ما بين يومي 14 و16 أفريل الجاري، لتفعيل خيار المقاطعة ودعوة المواطنين إلى العزوف عن التصويت يوم الاقتراع. شرعت التنسيقية، أمس، في الاتصال بالأحزاب والشخصيات الأخرى المهتمة بمشروع الانتقال الديمقراطي لدعوتها للمشاركة في الندوة الوطنية بعد انتخابات 17 أفريل. انبثق عن الندوة الصحفية التي عقدتها تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية، أمس، بمقر حركة مجتمع السلم (عضو في التنسيقية)، في العاصمة، بيان أوردت فيه حصيلة الأحداث والأوضاع الراهنة التي صاحبت الحملة الانتخابية منذ انطلاقها (تنتهي غدا عند منتصف الليل)، في أعقاب اللقاءات الدورية واجتماعات اللجنة المشتركة لأعضائها. وترى التنسيقية في أول ملاحظة “ظهورا لبوادر الانفلات، في ظل الحملة الانتخابية المليئة بالتجاوزات والاعتداءات اللفظية والجسدية المؤسفة، خصوصا ما يواجهه أنصار العهدة الرابعة من استفزازات في حق المقاطعين التي وصلت إلى حدّ استعمال المؤسسات الدينية، خلافا للقوانين وانتهاكا لمشاعر الجزائريين”. وأبدت التنسيقية قلقها من “الحملة التي صاحبتها مظاهر التفكك غير المسبوق للانسجام الاجتماعي، جراء استفزازات النظام السياسي القائم بكل أشكال الاستخفاف والإهانة، وسياسة الأمر الواقع في مواجهة المواطنين، والعجز عن الاستجابة لمطالبهم التي لم تفلح الوعود الانتخابية الوهمية لتسكينها”. وتعتقد التنسيقية أن “مبررات المقاطعة تعاظمت مع تنامي أخبار انحياز مؤسسات الدولة للرئيس المرشح الغائب عن الساحة، سواء ما يتعلق بظهور يخص الأجانب دون مواطنيه، ما يؤكد أسلوب الاستعانة بالخارج لترجيح كفة المنافسة السياسية لصالحه”. واستندت التنسيقية إلى الزيارتين الأخيرتين لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمير قطر، حيث اعتبرتهما “سلوكا غير مقبول يظهر حالة العجز والإرباك وعدم الثقة بالنفس التي يتخبط فيها نظام الحكم، إلى حد المفاخرة بالاستقواء بالأجنبي في التصريحات والتجمعات الانتخابية”. وشرعت، أمس، تنسيقية الشخصيات والأحزاب المقاطعة للرئاسيات، بصفة رسمية، في ربط اتصالات بالأحزاب والشخصيات الأخرى المهتمة، حسب المصدر، بمشروع الانتقال الديمقراطي ل«التشاور معها وإشراكها في التحضير والحضور في الندوة الوطنية المنتظر عقدها بعد الرئاسيات، فيما ستتوسّع دائرة التنسيق والتعاون بين الأحزاب بعد انقشاع الوهم الانتخابي”. وعلى ضوء هذه المتغيّرات، تنظم التنسيقية وقفات احتجاجية مشتركة مع نهاية الحملة الانتخابية يومي 14 و15 افريل الجاري، أمام مقرات 6 ولايات، وهي بشار ووهران والشلف وقسنطينة وباتنة وورڤلة، تهدف من خلالها لدعوة المواطنين إلى مقاطعة صناديق الاقتراع، والتعبير عن رفض الشعب ل«المهزلة الانتخابية بالمقاطعة الواسعة لها”. ووصف أعضاء التنسيقية، وهم سفيان جيلالي (جيل جديد) ومحمد ذويبي (النهضة) ومحسن بلعباس (الأرسيدي) وعبد الرزاق مقري (حمس) وعبد اللّه جاب اللّه (العدالة والتنمية ومثّله أمس لخضر بن خلاف) وأحمد بن بيتور (رئيس الحكومة سابقا)، وكلاء الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة ب«المرتزفة” الذين “يدفعون إلى انهيار الدولة لأن همّهم الوحيد هي المصالح وفقط”، وفقا لتصريح جيلالي سفيان، رئيس حزب “جيل جديد”. وتشاركت تدخّلات الأعضاء في نبذ النظام القائم الذي طالبوا برحيله بالمسؤولين القائمين عليه، وأضافوا أن خيار المقاطعة أصبح حقيقة، في ظل “المال الوسخ واستغلال المنصب العمومي واستعمال وسائل الدولة لصالح مرشح واحد، وأيضا لنظام يتهم معارضيه بالعمالة للخارج وهو يستنجد بالخارج لإطالة عمره، وهي في الأصل خطة يشجعها الغرب لإضعاف النظام لتسهيل ضربه وإسقاطه”، حسب تدخل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري.