يعتزم معارضون للأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني استئناف جهودهم للحصول على رخصة لتنظيم دورة استثنائية للجنة المركزية، وتنحية عمار سعداني من منصبه. ذكر عبد الرحمن بلعياط، المتمسك بصفته منسقا للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، أمس، أن الطلب الذي أودع في فيفري الماضي سيحيّن، “وسنقدم وثيقة تحدد موعد ومكان عقد دورة اللجنة المركزية”. وأوضح بلعياط في اتصال مع “الخبر”: “بعد قلب صفحة الانتخابات الرئاسية، فإن مسار تصحيح أوضاع جبهة التحرير الوطني سيستأنف”. وأضاف: “أرغمنا على التخلي عن مساعينا للحصول على رخصة عقد دورة اللجنة المركزية، بسبب الرئاسيات، وفضلنا الانخراط في الحملة الانتخابية بجد وأدينا دورنا كما يجب لإنجاح مرشحنا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة”. وبدا بلعياط واثقا هذه المرة من نجاح مساعي أعضاء اللجنة المركزية، رغم الانتكاسة التي تعرضوا لها قبل الحملة الانتخابية حين رفضت مصالح ولاية الجزائر مجرد تسلم طلب عقد اللجنة المركزية، ما اضطرهم لتقديمه بواسطة محضر قضائي، وقال: “نحن ندرك أن الحقل السياسي ليس حفلة راقصة أو بساطا من حرير”. واعتبر بلعياط من جانب آخر أن عودة الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم إلى الواجهة من خلال منصبه في رئاسة الجمهورية، “لا يساعد ولا يعرقل” جهود أعضاء اللجنة المركزية لتحقيق هدفهم المنشود في الإطاحة بسعداني. وقال: “تولي بلخادم منصب مستشار رئيس الجمهورية في 13 مارس الماضي لا يعزز ولا يعيق موقفنا”، مشيدا في الوقت ذاته بدعم الأمين العام السابق لجهود أعضاء اللجنة المركزية، وقال: “نصره لنا مكسب نعتز به”. ويسود تضارب في أوساط المعارضة في الأفالان من عودة بلخادم إلى منصبه، ففي حين يقود محافظون وأعضاء سابقون حملة لإعادته إلى منصبه، وتعزيز دوره في معركة خلافة بوتفليقة أو نيابته، يلقى المقترح معارضة قوية في صفوف تيار قوي في الحزب وخصوصا من الحركة التقويمية، فيما اعتبر عضو سابق في المكسب السياسي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الاستنجاد بالمستشار الحالي للرئيس لخلافة سعداني “عودة إلى نقطة الصفر”. وفي سياق متصل، قال نور الدين جعفر، وهو من الفاعلين في حملة الإطاحة بسعداني، إن مسار تصحيح أوضاع جبهة التحرير لا رجعة عنه، خصوصا بعدما ظهر للعيان أن القيادة الحالية للحزب أثبتت فشلها في إدارة شؤون جبهة التحرير الوطني، وعاجزة عن تنشيط الحملة الانتخابية لرئيس الحزب”. ويستغل أعضاء اللجنة المركزية ما يوصف بأنه سوء أداء من فريق سعداني خلال الحملة الانتخابية، وهفواته ومنها خلال الندوة الصحفية الأخيرة حول مقولته “إيقاف إطلاق النار مع مدير دائرة الاستعلام والأمن الفريق محمد مدين المدعو توفيق”، حيث أوحى كلامه بأنه كان مكلفا من قبل الرئيس بإزعاج الفريق. وينظر إلى سعداني على أنه قد يكون ضحية نيران صديقة والتوافقات التي تمت في السلطة للذهاب لعهدة رابعة.