اغتيال رئيس مخابرات بنغازي وإقرار لجنة تحقيق أمريكية بدل أن يشكل انتخاب أحمد معيتيق رئيسا للحكومة الليبية الجديدة خلفا لعبد الله الثني ومن سبقهما علي زيدان حلا للأزمة السياسية، أصبحت طرابلس على حافة أزمة جديدة بعد أن أعلنت وزارة العدل الليبية في فتوى قانونية عدم شرعية انتخاب معيتيق رئيسا للحكومة، كما رفض ما يسمى بإقليم برقة الاعتراف بشرعية معيتيق. ومن جانب آخر اغتيل رئيس المخابرات لبنغازي أول أمس، وأقر الكونغرس الأمريكي تشكيل لجنة تحقيق في اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا سنة 2012. قالت إدارة الفتوى والقانون في وزارة العدل الليبية أول أمس، إن اختيار رئيس الحكومة الجديد أحمد معيتيق باطل من الناحية القانونية، مؤيدة رأي عز الدين العوامي النائب الأول لرئيس المؤتمر ورئيس جلسة اختيار رئيس الحكومة. ورأت الوزارة أن قرار نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني بتكليف أحمد معيتيق غير قانوني وغير صحيح. وقال عز الدين العوامي الذي ترأس جلسة انتخاب رئيس الحكومة المؤقتة في المؤتمر الوطني العام قبل انسحابه، إن صراعات سياسية تدور بين الكتل في المؤتمر الوطني الليبي. وأكد أنه تعرض “لكلمة نابية أثناء جلسة انتخاب رئيس الوزراء قام على إثرها بمغادرة القاعة، وأن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد ذلك غير قانونية”. جدير بالذكر أن أحمد معيتيق حصل على 113 صوت في الجولة الأولى التي ترأسها العوامي وهو ما لم يحقق به النصاب المقدر ب120 صوت، وعندما تعرض العوامي لكلمة نابية رفع الجلسة، ولكن النواب واصلوا الجولة الثانية برئاسة النائب الثاني لرئيس المجلس، أين حصل معيتيق على النصاب زائد صوت واحد. وصادق رئيس المجلس نوري أبو سهمين على انتخاب معيتيق رئيسا للوزراء رغم اعتراض نائبه الأول، وتلقت الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني مراسلتين متناقضتين من رئيس البرلمان ونائبه، ما دفعه إلى طلب استشارة قانونية من المجلس الدستوري، وجاء الرد من وزارة العدل التي قضت بعدم شرعية انتخاب معيتيق. ويعكس هذا الإشكال الصراع المحتدم بين الإسلاميين المدعمين لرجل الأعمال أحمد معيتيق، والقوى الليبرالية المدعمة لمنافسه الدكتور الحاسي، كما هو صراع بين أكبر مدينتين وقبيلتين دعمتا الثورة وهما: مصراتة التي تملك أكبر الكتائب المسلحة في غرب ليبيا والتي تدعم معيتيق، ومدينة بنغازي مهد الثورة الليبية وعاصمة الشرق الليبي. وفي هذا الصدد قال علي الحاسي المتحدث باسم ما يُسمى “حكومة برقة” الانفصالية في شرق ليبيا أول أمس، إنهم لا يعترفون برئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، مضيفا أن الانتخاب المثير للجدل لمعيتيق “غير شرعي”. على صعيد آخر، اغتال مجهولون أمس رئيس المخابرات الليبية بالمنطقة الشرقية ببنغازي العقيد إبراهيم السنوسي، وأطلق المسلحون النار على السنوسي وهو يقود سيارتة فتوفي على الفور إثر إصابته بعدة طلقات في الرأس وأنحاء مختلفة من الجسم. وفي شأن آخر، وافق مجلس النواب الأمريكي بمبادرة من الغالبية الجمهورية، على تشكيل لجنة جديدة للتحقيق في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012. ووافق مجلس النواب بأغلبية 232 صوت مقابل 186 على تشكيل لجنة تحقيق تتكون من 12 عضوا. واعتبر رئيس مجلس النواب جون بونر أن هذه اللجنة ستجيب عن الأسئلة التي ما زالت معلقة منذ 20 شهرا. وكان السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفينز قد قتل و3 آخرون بعدما اقتحم مسلحون مقر القنصلية وأشعلوا النار فيها احتجاجا على فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أنتج وبث في أمريكا.