الشيخ أبو زيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مخلوف الثّعالبي الجزائري المالكي، ولد سنة 780ه، والثّعالبي نسبة إلى الثعالبة وهم سلالة قدمت الجزائر وكوّنت إمارة الثعالبة بمتيجة. انتقل الثعالبي من مسقط رأسه بيسر إلى بجاية حاضرة العِلم سنة 802ه، صحبة أبيه، فبقي بها قرابة السنة فقط، فتوفي والده ودفن هناك، ثمّ كانت تونس البوابة الأولى لرحلته العلمية الطويلة، كما أخذ الثعالبي العلم بتلمسان، وبعد ذلك رحل إلى مصر ومكّة المكرمة، ولعلّه قد زار أيضًا بغداد ودمشق والقدس كما هي عادة الحجاج العلماء في وقته، ضحّى بماله وأولاده ووقته وأحبابه من أجل التفرّغ للعلم والصّبر على مشاق السّفر والبُعد عن الأهل والأصدقاء. أضاف الثّعالبي شيئًا ثمينًا للفكر الإسلامي، بما خلَّف لنا من أمّهات المصادر في مختلف العلوم، فلقد كانت له قدرة كبيرة على الكتابة والتّأليف في زمن قلّ فيه المنتجون وإخلاد أغلبهم إلى الرّاحة وتركهم لواقعهم المرّ وفرارهم منه إلى الأمور السّهلة. ومن أشهر مؤلّفاته وأكثرها قيمة “الجواهر الحسان في تفسير القرآن” في التّفسير، وهو مذيّل بمعجم لغوي شرح غريبه، انتقاه من كتب التّفسير السّابقة وأضاف إليه ما تيسّر له، فجاء كتابه مملوءًا بنفائس الحكم. طبع في دار الكتب العلمية بيروت بتحقيق أبي محمد الغماري الإدريسي، وفي دار إحياء التراث العربي بيروت بتحقيق عليّ محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود في خمسة مجلدات. كلية الدراسات الإسلامية بقطر أنشر على