أنشأ فضيلة الشيخ سيّدي محمّد بلكبير رحمه الله مدرسته العريقة سنة 1949م، وتولّى أيضًا الخطابة والإمامة والتّدريس بالجامع الكبير في ولاية أدرار. وحرص الشيخ بلكبير رحمه الله على توسيع المدرسة سنة بعد سنة، مع إقامة الطلبة والتكفّل بهم على نفقته وتبرّعات المحسنين. كما استطاع أن يتجنّب غضب المستعمر الفرنسي على المدرسة وما تقوم به ظاهريًا من تعليم صرف، وإخفاء دورها الدِّيني والنِّضالي في مجال محاربة الكفّار وعدم موالاتهم. ومنذ إنشائها سنة 1949م استقطبت مدرسة الشيخ سيدي محمد بلكبير الطلبة من داخل الوطن وخارجه، خاصة من ليبيا وتونس ومالي والنيجر وموريتانيا، ومنها درس وتخرّج الكثير من المشايخ والطلبة الذين حملوا مشعل العلم بعده، منهم: الشيخ الحاج سالم بن إبراهيم (الإمام الخطيب بالجامع الكبير وعضو المجلس الإسلامي الأعلى)، والشيخ سيّدي الحاج حسان الانزجميري، والشيخ الحاج عبد القادر بكراوي رحمه الله، وابن عمّه الشيخ عبد الكبير بلكبير، وصهره الشيخ عبد الله عزيزي، والشيخ الحاج أحمد المغيلي، والشيخ مولاي التهامي غيتاوي (عضو المجلس الإسلامي الأعلى)، والشيخ الحاج عبد الكريم الدبّاغي، وغيرهم كثير. وفي مدرسة الشيخ تأسّس المعهد الإسلامي سنة 1964م بأدرار، وطيلة تلك السّنوات كان رحمه الله تعالى يضرب أروع الأمثلة في القيام بالواجب ونكران الذّات، والإحساس بالمسؤولية المُلقاة على عاتقه، فكان بحقّ (أُمَّة) لمّا اجتمعت فيه من خصال الخير الجامعة.