قرأت مؤخرا كتابا بعنوان "فن تربية الأرانب" كشف لي عن حقائق مدهشة: فقد تبين أن الأرانب أكثر الحيوانات خضوعا واستسلاما لقدرها وظروفها، فالأرنب لا يثور مطلقا مهما تعرض إلى الأذى، وهو يعيش ويموت في أقفاص مغلقة، لكنه لا يضيق بالسجن لأنه ببساطة لا يعرف معنى الحرية وبالتالي لا يتوق إليها أبدا، والأرانب تنتقل من يد إلى يد بكل سهولة، فيكفي أن تمسك الأرنب من ظهره حتى ينقاد إليك تماما دون أي اعتراض، إن احتياجات الأرنب في حياته لا تزيد على ثلاثة أشياء: ركن آمن ينام فيه وطعام يشبع جوعه وأنثى يضاجعها.. وحتى هذه الطلبات البسيطة إذا لم تتوفر فإن الأرنب يتألم من الحرمان وقد يمرض ويموت لكنه لا يتمرد على وضعه أبدا.. الإذعان الكامل، إذن، هو القاعدة في سلوك الأرانب، لكن بعض الأرانب، أحيانا، تسلك سلوكا مختلفا، ثلاثة أو أربعة أرانب ذكور في كل مائة أرنب تتمرد وتشاكس وتقاتل وقد تهاجم الأقفاص في محاولة للخروج إلى الحرية، هؤلاء المتمردون عددهم قليل لكن خطرهم عظيم على القطيع لأنهم قد يدفعون زملاءهم إلى مشاركتهم في التمرد، ويجب على مربي الأرانب الماهر –كما الكتاب- أن يحدد الأرانب المتمردة من البداية ثم يعزلها عن بقية القطيع ويضعها في أقفاص خاصة، حيث يسعى المربي إلى إرضائها بتوفير الطعام اللذيذ وتقديم الإناث الجميلات، فإذا فشلت هذه الطريقة واستمرت الأرانب في إثارة الشغب، فإن المربي يلجأ حينئذ إلى الحل الأخير وهو الإخصاء، فيتم نزع الخصيتين من كل أرنب مشاغب، عندئذ يتحول الأرنب الثائر إلى حيوان مخصي مستسلم وهادئ تماما، وينصرف إلى لذته الوحيدة الباقية: الطعام، حيث يظل الأرنب المخصي يأكل ويأكل بلا توقف حتى يزداد وزنه للغاية، وقد يموت أحيانا من التخمة. تذكرت حياة الأرانب وأنا أشاهد الوقائع الغريبة التي تحدث ببلادنا. النايلي - الجلفة أولا: المرحوم رابح بيطاط كان على دراية بتربية الأرانب عندما رفض عرض الرئيس زروال والترنب معه في رئاسيات 1996، لأن بيطاط عاش طوال حياته صيادا، لذلك قال لزروال أنا لا أصلح لأن أكون أرنبة رئاسية لكǃ ثانيا: الآن عرفت أن ما يقوم به أويحيى من حوار حول الدستور هو في الحقيقة عملية إخصاء جماعي للأرانب السياسية، لتصبح مؤهلة للاعتلاف من خزينة الدولة، وبالتالي تصبح قطعانا سياسية في إسطبل التسمين الأرنبي للرئاسة؟ǃ ثالثا: يا النايلي الفحل حتى لڤناوية البسكرية بالأرانب ما عندك ما تقول فيها، خاصة في رمضان هذا الذي أصبح فيه كل شيء لهيبا مستعرا، والحق يقال لأن يحكمنا مهرة في تربية الأرانب السياسية مثل أويحيى ومن خلفه خير من أن يحكمنا الجزارة مثل جماعة "داعش" والقاعدة والجيا وغيرها من التنظيمات.. وأنت جلفاوي حر تعرف وداعة خراف الجلفة ولذة لحمها قياسا بلحم الأرانب السياسيةǃ [email protected]