افتتح البرلمان الليبي أولى جلساته، أمس، في مدينة طبرق الواقعة أقصى شرق البلاد، بحضور 166 عضو من أصل 188، ومقاطعة باقي النواب الذين يرون في انعقاد البرلمان بطبرق مخالفا للدستور، خاصة وأن كل الأنظار متجهة إلى هذه المؤسسة آملة أن تكون بداية لنهاية المعارك الطاحنة بين الأطراف المتناحرة منذ سقوط حكم العقيد معمر القذافي في 2011، في ظل تعالي أصوات مصرية مهددة بضرب ليبيا في حال المساس بأمنها القومي، على غرار تصريح عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية. وجه رئيس البرلمان الجديد أبو بكر بعيرة ووزير العدل في الحكومة المؤقتة، بحضور وفد من الجامعة العربية برئاسة السفير فاضل جواد ووفد آخر من منظمة التعاون الإسلامي برئاسة السفير هشام يوسف، دعوة إلى من يحملون السلاح للانخراط في حوار جاد ومصالحة وطنية من أجل إنهاء المشهد الدموي الذي طغى على ليبيا، بحيث طالب بعيرة في السياق ذاته بتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع تشريعات لإحلال الأمن في الوطن. وسيعكف البرلمان الجديد على سن النظام الداخلي الذي يحكم عمله، ومنها يتطرق مباشرة الى الموضوعات التي تؤرق الشعب الليبي، كقضية الجيش والشرطة وبسط الأمن في البلاد، في ظل مقاطعة من بعض التيارات السياسية. وفي سياق متصل، أجلت سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية، أمس، 110 بريطاني و10 أشخاص من جنسيات أخرى من بينهم 30 طفلا، و12 رضيعا وعجوزا واحدا، فروا من الوضع المتدهور في ليبيا إلى مالطا، أين كان في استقبالهم أقاربهم. وفي شأن ذي صلة، طار سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إلى العاصمة التونسية، أمس، للقاء رئيس الوزراء التونسي، مهدي جمعة، قصد متابعة إجراءات إجلاء المصريين الراغبين في العودة من ليبيا عبر منفذ رأس جدير. وبرمج شكري زيارة الى مدينة جربة للاطمئنان على انتظام تسفير المصريين النازحين من ليبيا عبر الجسر الجوي المقام السبت الماضي، وكذا زيارة إلى الطريق المؤدي إلى منفذ رأس جدير الحدودي للاطمئنان على وضعية مواطنيه العالقين هناك. ويختتم وزير الخارجية زيارته بالاطمئنان على وصول 5 حاويات للمواد الغذائية والطبية التي أرسلها الجيش المصري للعالقين الحدود. وأعلن، أمس، وزير الطيران المدني المصري، حسام كمال، عن عودة 520 من المصريين النازحين من ليبيا، على طائرتين مصريتين من مطار جربا التونسي، مشيرا إلى أنه تم أمس، إرسال 5 حاويات من المعونات ومساعدات إغاثية إلى تونس، لنقلها إلى منطقة الحدود الليبية التونسية وتوزيعها على المصريين المتكدسين على الحدود. وعلى معبر السلوم في الحدود المصرية الليبية غادر أربعة آلاف و623 مصري التراب الليبي خلال الأيام الثلاثة الماضية، حسبما أفاد العميد حسين المعبدي، مدير منفذ السلوم البري لموقع المصري اليوم، هاربين من المواجهات المسلحة في طرابلس وبن غازي. وقال المصريون العالقون في معبر رأس جدير، لقناة ”الجزيرة إنجليزي” إن مغادرة الأراضي الليبية أمر اضطراري وليس اختياريا، وأنهم بين خيارين أحلاهما مر، ”بالنظر إلى الوضع الاجتماعي المزري الذي ينتظرنا في مصر”. وبحسب وزير الطيران المدني المصري، محمد حسام الدين، ”تمت برمجة 5 رحلات يوميا لإجلاء ما تبقى من المصريين بمعبر راس جدير”، وهذا بعد غلقه كليا الجمعة وجزئيا السبت، ما أدى إلى صدامات عنيفة بين حرس الحدود التونسي ومئات المصريين الذين حاولوا الدخول عنوة إلى تونس. وقال المنجي سليم، رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي بولاية مدنين الحدودية إن الوضع الإنساني للعالقين المصريين يدعو للقلق حيث ”بقي بعضهم بلا طعام لخمسة أو ستة أيام”، وهو ما وقف عليه الفريق الزائر لهم، مضيفا ”لقد سمحت لنا السلطات بتوزيع وجبات غذائية عليهم”. وميدانيا في ليبيا، لا تزال النيران مشتعلة في ثمانية خزانات غاز، قرب المطار الدولي في طرابلس، عجز رجال الإطفاء عن السيطرة عليها بعد يومين من اندلاعها جراء تبادل صواريخ بين ميليشيات متناحرة، في وقت تحذر فيه وزارة النفط من احتمال انفجار الخزانات داعية وزارة الصحة للاستعداد تحسباً لوقوع خسائر.