صعق مواطنو قطاع غزة لحجم الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي عندما نزلوا إلى الشوارع ليتفقدوا منازلهم وأحياءهم، ولينتشلوا 100 جثة من تحت الأنقاض في ثالث يوم من وقف العدوان، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 1900 والجرحى 9600. منذ ساعات الصباح الأولى تفقدت ”الخبر” كغيرها العشرات بل المئات من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، آثار الدمار التي خلفتها آلة الاحتلال الحربية، لاسيما في أحياء شرق رفح. فالدمار والخراب انتشر في كل شارع، ورائحة الموت كانت تنبعث من داخل المنازل والبساتين، بينما حطام المركبات والدراجات النارية المقصوفة ملأت الشوارع. إلى الناحية الجنوبية من شرق رفح، كانت مركبتان متفحمتين، والى جوارهما دراجة حولتها الصواريخ إلى كومة من الخردة، وشرقاً قليلا كانت مسرح عمليات كتائب القسام مع جنود الاحتلال حينما باغتتهم في أحد المنازل، يومها قتل جنود وادعى الاحتلال أن القسام أسر ضابطا. بجانب ذلك رأينا النفق الطويل الذي خرج منه مقاومو القسام وقتلوا جنودا آخرين، وأفاد أحد المواطنين لمراسل ”الخبر” أن الاحتلال عثر على أوراق الضابط الإسرائيلي هنا في هذا النفق وحينها نفت القسام أسره، وواضح من الدمار الذي حل بهذا الحي الذي يسمى منطقة ”أبو الروس” ضراوة المعارك بين المقاومين وجنود الاحتلال. بينما شوهدت جثامين وأشلاء تطايرت في بساتين وأراض زراعية، بعد أن قصفت الطائرات تجمعات المواطنين الفارين، وشوهدت في الشوارع بقايا دماء، بينما شاهدت ”الخبر” في غزة آثارا لأماكن تواجد مصابين وشهداء، ومن بينهم عائلة أبو جزر، وكيف كانت محاولة الزوجة تضميد جراحها وزوجها، بعد أن مزقت أجزاء من ملابسها، ووضعت أوراق الأشجار على الجراح النازفة، غير أنها قضت وزوجها نحبهما جراء تعذر إسعافهما. وشوهدت كذلك فرق إنقاذ تخلي جثامين عثر عليها في المنطقة، وأخرى تبحث بين المنازل وتحت الركام، وفي البساتين عن مفقودين، يعتقد أنهم قضوا جراء القصف. المواطن محمد إبراهيم، خرج من المنطقة المحيطة ببلدة الشوكة مصدوما من هول ما شاهده، موضحا أنه توجه لتفقد منزله، فوجد المنطقة أبيدت عن بكرة أبيها، فالمنازل دمرت والشوارع جرفت، وخطوط الكهرباء والهاتف ملقاة على الأرض. وأكد ل«الخبر” أن أكثر ما لفت انتباهه تعمد الطائرات قصف الطرق المعبدة، في محاولة لفصل شرق المدينة عن باقي المناطق. وقال أحد المسعفين ”لمراسل الخبر بغزة” وكان يتواجد في محيط حي التنور شرق رفح: إن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بمكرهة صحية وكارثة كبيرة، خاصة وأن المعلومات تشير إلى وجود عدد كبير من الجثامين في المنازل والشوارع، وجميعها باتت متحللة. «الخبر” كانت بين الأوائل ممن وصلوا إلى منطقة شرق رفح، ورصدت مشاهد مروعة لعمليات قتل وتدمير غير مسبوقة، وغدا مع قصة أخرى من حي الشجاعية المنكوب.