مفاوضات الجزائر مرهونة بحضور رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية اليوم يرهن عدم حضور رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية "بلال آغ"، اليوم، لأشغال أفواج العمل الأربعة لمتابعة المفاوضات بين المعارضة والحكومة المالية، مصير الجهود الجزائرية لإنهاء الاقتتال بين الفرقاء الماليين عبر الحوار السياسي الشامل بهدف حماية حدودها الجنوبية. وأبلغ القيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد "أمبيري آغ رهيسا" أن المفاوضات يمكن أن تعلّق ما لم يحضّر رئيس التنسيقية إلى الجزائر اليوم. علمت “الخبر” من قيادي أزوادي أن تأخر حضور رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية “بلال آغ” إلى الجزائر، راجع إلى تأخر رحلته التي كانت قادمة من مالي إلى الجزائر العاصمة، وهو ما أكده مسؤول في وزارة الخارجية عند إجابته على سؤال للوزير رمطان لعمامرة الذي تفاجأ للخبر، علما بأن المسؤول نفسه الأزوادي هو نفسه الذي تنقل إلى المغرب، السبت الماضي، بدعوة من الملك محمد السادس وتحادث مع وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، رغم أن هذه الحركة سبق وأن أصدرت بيانا تؤكد فيها التزامها بجهود الجزائر فقط لحل الأزمة في شمال مالي. وقد طمأنت الأطراف الدولية المشاركة في مسار المفاوضات لإنهاء الأزمة المالية، الجزائر التي ترعى الحوار السياسي بين الفرقاء الماليين، بشأن بلوغ جهودها نتيجة إيجابية لإنهاء الاقتتال وعودة السلام إلى شمال مالي. وقال المبعوث الخاص للأمين العام للمتحدة إلى مالي ورئيس بعثة قوات “مينوسما”، “ألبير كونبرس”، في كلمة ألقها، أمس، خلال افتتاح المرحلة الثانية من مفاوضات السلام بين الفرقاء في مالي، إن “جهود الجزائر في المنطقة فريدة من نوعها، لأنها تسعى إلى تحقيق سلام دائم في مالي، للسماح للشعب المالي بالعيش في سلام وطمأنينة”. وأضاف المسؤول الأممي أن “المهمة التي تقوم بها الجزائر في مالي صعبة جدا، نظرا لتزامنها مع أزمات حادة في العراق وسوريا واليمن، ونؤكد أن المفاوضات التي ترعاها الجزائر نتجت عن قرار شجاع، لاسيما وأنها تحت متابعة دقيقة من طرف رئيس الجمهورية وستعطي ثمارها في الأيام المقبلة”. من جهته، أفاد وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب أن “الحكومة المالية ملتزمة بالمشاركة الجادة في مفاوضات السلام والتنفيذ التام لبنود أي اتفاق في إطار المسار الذي ترعاه الجزائر، والعمل للبحث عن الأطر الدستورية لإنهاء الخلاف”. من جانبه، أوضح وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن “مفاوضات السلام جوهرية وتسعى إلى تحقيق الأمن وترقية السلام في مالي، وأبلغ الحركات الأزوادية والحكومة المالية أن الجزائر لن تدخر أي جهد لبحث سلم دائم وشامل بين الفرقاء الماليين، وستكون المفاوضات في مستوى الطموحات لفتح صفحة جديدة في مصلحة الأطراف كلها”. وذكر القيادي في تنسيقية الحركات الأزوادية أمبيري آغ رهيسا، أن “فرصة الوصول إلى سلام في شمال مالي متوفرة، بعدما تم تشخيص الخلافات بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية هنا في الجزائر، ولابد من تسوية نهائية، مع التأكيد على ضرورة عدم معاملة الشعب الأزوادي وكأنه أجنبي عن بلاده”. وقال بدوره القيادي الأزوادي، إبراهيم أغ محمد صالح، إن “إعلان الحرب في شمال مالي سهل جدا، لكن تحقيق السلام هو الأصعب، ويجب التنبيه إلى أن تعثر الوصول إلى حلول يعود إلى مسؤولين رهنوا سير المفاوضات، وتحركهم أيادي خفية لتنفيذ أجندات أجنبية للتشويش على جهود الجزائر، ومنهم من يمثلون الشعب الأزوادي”.